أضرحة مام شفان للإيزيديين
تقع أضرحة مام شفان للإيزيديين 36°48’21.6″ شمالاً و 42°46’19.8″ شرقاً وعلى ارتفاع 370 متر عن مستوى سطح البحر، ضمن مقبرة موجودة على تلة مطلة على مدينة خانك وتبعد 3 كم عن شمال غربها.
تقع أضرحة مام شفان في نفس المكان المقدس وهي قريبة جداً من بعضها البعض ويحيط بها المدافن الإيزيدية.
يزورها العديد من الحجاج الإيزيديين ويتم صيانتها بشكل جيد، ويزورها أيضاً النازحين القادمين من سنجار المقيمين في المخيم وفي مدينة خانك، مما يعطي لهذا المجمع التراثي مكانة هامة.
يُعرف مام شفان في التقليد الإيزيدي على أنه راع ويتم تمثيله عن طريق النقوش البارزة بعصاه وأغنامه.
أضرحة مام شفان للإيزيديين. حزيران 2018 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا |
معلومات عن هذه النشرة:
قام بإعداد نص هذه النشرة الدكتور بيرجول أسكيلديز سنغول، مؤرخ فني ، متخصص في تراث وثقافة الإيزيديين. مرفق جامعة بول فاليري مونبلييه الثالثة وIFEA اسطنبول كباحث مشارك، وهو مؤلف أطروحة دكتوراه: “تراث الإيزيديين: فن العمارة والمنحوتات الجنائزية في العراق ، تركيا وأرمينيا” التي قدمت في عام 2006 في جامعة باريس الأولى بانتيون السوربون (قسم الفن وعلم الآثار الإسلامي). تحوي هذه الأطروحة قائمة توثيقية تضم 88 من المعالم الأثرية (أضرحة ، مزارات ، أماكن معمودية ، جسور وكهوف) و 60 من المنحوتات الجنائزية (على شكل حصان ، كبش ، خروف وأسد) في شمال العراق، تركيا وأرمينيا. نشرت الإطروحة من قبل I.B.Tauris (لندن ، نيويورك) عام 2010. تم إضافة ملاحظات أعضاء فريق ميزوبوتاميا على هذا النص من خلال ما أجروه من مقابلات وهم [باسكال ماغيسيان ، شهد الخوري و سيبيل ديلايتر (KTO) بمساعدة ميرو خديدة.
الموقع:
يقع ضريح مام شفان للإيزيديين في محافظة دهوك – نهادرا في الشمال الغربي من إقليم كردستان العراقي المتمتع بالحكم الذاتي، بالقرب من الضفة الشرقية لنهر دجلة ، على بعد أقل من 5 كم شرق سد الموصل ، 36°48’21.6″ شمالاً و 42°46’19.8″ شرقاً وعلى ارتفاع 370 متر عن مستوى سطح البحر، ضمن مقبرة موجودة على تلة مطلة على مدينة خانك وتبعد 3 كم عن شمال غربها.
تقع دهوك نوهادرا على بعد 27 كم شرقًا ، حيث يقع مقر مركز يالسي الثقافي والاجتماعي في لاليش ، و يبعد مركز لاليش الروحي الإيزدي الكبير 73 كم شرقاً، أما موصل فهي على بعد 88 كم من جهة الجنوب.
عن الإيزيديين في العراق:
يقع معظمهم في منطقة الحكم الذاتي الكردستاني في العراق وسهل نينوى الذي يعتبر مهدهم الجغرافي ، وهم موجودون أيضاً في تركيا وسوريا والقوقاز ، لا سيما في أرمينيا وجورجيا. يتم اعتبارهم عموماً من الأكراد الغير مسلمين ، وهو على الأرجح تبسيط أو حتى تفسير غير دقيق إذا كنا نعتمد على أصولهم الأسطورية ، وغالباً ما يتم اتهامهم بعبادة الشيطان بسبب عباداتهم ، ومن الصعب تحديد منشأ الإيزيديين ، تاريخهم أو حتى عددهم. تم تجاهلهم من قبل العديد من أنظمة الحكم في العراق حتى إنكار وجودهم.
قبل عام 2003 ، كان عددهم الرسمي في بغداد بضعة آلاف لكنهم في الحقيقة كانوا بضع مئات الآلاف !
كانت ظروف محاولة إبادتهم الجماعية قائمة بالفعل حتى قبل ذبحم واختطافهم من قبل جهاديي داعش في آب 2014 في جبال سنجار في محافظة نينوى.
على الرغم من تحرير سنجار في تشرين الثاني عام 2015 من قبل القوات العراقية وجماعات المقاومة المتحالفة، يعتبر جزء كبير من الإيزيديين العراقيين الذين يتراوح عددهم بين 500 و 600000 من النازحين. الاضطهاد الذي عانوا منه جعلهم يخشون المستقبل رغم الضمانات الدستورية التي حصلوا عليها في عام 2005.
التأصيل الإقليمي للإيزيديين:
ولدت الإيزيدية في منطقة جبلية حيث كان سكانها محميين ضمن ارتفاعاتها وكهوفها. تعتبر هذه الأرض مقدسة من قبلهم ، وهي قابلة للتقسيم عالمياً إلى منطقتين متميزتين ، إلى الشرق والغرب من نهر دجلة العظيم. يحدها من جهة الغرب سنجار ومدينتها وقراها وصخورها. إلى الشرق يوجد المركز الروحي لاليش ، الذي ينبغي أن يضاف إليه بعض المناطق المهمة وهي شيخان، بوزان، بعشيقة وبزاني. الغالبية العظمى من الإيزيديين (بما في ذلك رجال الدين) هم من هذه المناطق ، على الرغم من أنه من الممكن أيضاً العثور على مجتمعات إيزيدية أخرى منتشرة خارج هذه المنطقة.
على مدى عدة قرون ، أنقذ الإيزيديون عاداتهم وتقاليدهم في هذه البلاد وعلى هذه الأرض، وقد واجه هذا البقاء تحدياً قاسياً في غرب تيغري في منطقة سنجار ، من خلال هجوم داعش المدمر في آب عام 2014 حيث أدى مستوى الدمار وخطورة جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة إلى إضعاف هذه الجماعة في جبال سنجار التي كانت ذات يوم تشكل الغالبية العظمى من السكان الإيزيديين العراقيين.
الأرض والتاريخ والتراث:
لقد نجح الإيزيديون على هذه الأرض ، على جانبي دجلة ، في الحفاظ على الخصائص المعمارية لمبانيهم الدينية وتطويرها ، والتي تشكل الأماكن الرئيسية لعبادة المؤمنين الإيزيديين.
هذه المباني مخصصة في الغالب للتلاميذ الأوائل للمصلح الإيزيدي في القرن الثاني عشر ،الشيخ عدي ، وأفراد عائلة تشامساني ، وعائلات مثل حسن مامان ، وميم ريش ، و سيروان ، فضلاً عن الزعماء الدينيين الأوائل ، أحفاد الشيخ عدي (أفراد من عائلة عدني) وبعض الصوفيين المهمين الذين أثروا في تعاليم الشيخ عدي ، وهم عبد القادر الجيلاني والحلج وقديب آل بان (قادي بلبان).
ومع ذلك ، لا يمكننا القول إلى أن الإيزيدية ديانة تعود للقرون الوسطى. إن ندرة المصادر اللاهوتية والتاريخية المتاحة تقابلها بالفعل تقاليد وأساطير قديمة ومتعددة الوجود. وهكذا ، يرى الإيزيديون نوح كواحد من أقدم وأهم رؤسائهم الروحيين ويعتقدون أنه عاش في بلاد ما بين النهرين العراقية في عين سيفني (شيخان) ، حيث بنى سفينته. يؤكد المؤرخون الإيزيديون أن “الديانة الإيزيدية قديمة جداً. ويعود تاريخها إلى عام 3500 قبل الميلاد[1].
للإيزيديين أماكن خاصة للعبادة والصلوات كالمقابر والأضرحة (المزارات)، وبعضها أكثر أهمية من غيرها (خاس / مير) ، وخطابات النار (نوشان) ، منزل الشيخ أو البير ، شجرة ، شجيرة ، غابة من أشجار الزيتون ، جسر ، قوس ، كهف ، حجر مقدس (كيفير) ، نبع (…). تشكل هذه المعالم والهياكل والمواقع المخصصة لـ “القديسين” الإيزيديين جزءاً مهماً من البيئة الثقافية في المناطق الإيزيدية وهي علامات مادية ملموسة للنظام العام للروحانية الإيزيدية.
ومع ذلك ، هناك مكان أساسي يلجأ إليه جميع الإيزيديين ، بما في ذلك الموجودين في بلاد الشتات ، وهو وادي لاليش في كردستان العراق. إنه المكان الأكثر قداسة للإيزيديين إذ يقع فيه حرم الشيخ عدي ، المصلح العظيم للإيزيديين في القرن الثاني عشر. يعتبر هذا الوادي وأضرحته وبيئته مركز الحياة الصوفية الإيزيدية.
تم بناء المباني الإيزيدية في أوقات مختلفة. عدم وجود نقوش ومصادر تاريخية يجعل من الصعب تحديد تاريخها بدقة. الجودة الرديئة لبعض الترميمات الحديثة تزيد من تعقيد الأمر. من ناحية أخرى ، لا يبدو أن هناك أي نمط معماري من شأنه أن يميز فترات مختلفة من التاريخ الإيزيدي والذي يمكن أن يساعد في معرفة تاريخ هذه المباني. علاوة على ذلك ، تم استخدام نفس النمط المستمد من نموذج معين لعدة مرات على مر القرون، وما زال يستخدم حتى الآن.
_______
[1] شامو قاسم ، مفتش المدارس الإيزيدية ، متخصص في الدين والتاريخ الإيزيدي ، رئيس قسم الثقافة والإعلام في مركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك.
نبذة روحية عن اللاهوت الإيزيدي:
الإيزيديّة ديانة التقاليد والانتقال الشفهي ، هي بسيطة ومعقدة في نفس الوقت. بسيطة لأنها لا تحوي عقيدة ملزمة. معقدة لأنه لا يوجد كتاب لاهوتي كأساس لها ، كالتوراة أو الأناجيل أو القرآن. للإيزيديين كتابان مقدسان: “كتاب الوحي” و”الكتاب الأسود”.
الإيزيديّة جماعة دينية (وطنية) صارمة. فالشخص يولد إيزيدي ولا يصبح إيزيدي لذلك ليس لديهم مفهوم التبشير بالإيزيدية. لكنهم ليسوا جماعة طائفية مغلقة، فأي باحث يرغب في دراسة اللغة الإيزيدية سيكون موضع الترحيب من قبل هذا المجتمع ورجال الدين[1].
الإيزيديّة هي توحيدية فالله فريد وهو خالق الكون والحياة ويشتركون بهذا المفهوم مع اليهودية والمسيحية والإسلام وحتى الزرادشتية[2].
الله نور، إنه مثل الشمس الساطعة على الأرض. لهذا السبب يصلي الإيزيديون بانتظام باتجاه الشمس ويشبهون في هذا الزرادشتية الفارسية.
الله صالح و بلا حدود ولهذا يصلي الإيزيديون بشكل منهجي أولاً من أجل العالم ومن ثم من أجل أنفسهم.
الله موجود في كل شيء وفي كل مكان. الإيزيديّة هي جسد وروح مع الخليقة كلها: كونية ، بشرية ، حيوانية ، نباتية ، ومعدنية ولهذا السبب يقدس الإيزيديين أشجار الزيتون ويعتبرون أن زيتها ضروري للنار المقدسة. وبالمثل ، فإن طاووس ملك هو أهم الملائكة السبعة الذين يمثلون الله على الأرض.
يؤمن الإيزيديون بمحاكمة النفوس وبالمحاكمة الأخيرة. ومع ذلك يختلفون عن المسيحية في ايمانهم بالتقمص. يتم دفن الموتى أما النفوس فيتم محاكمتها وفقا للخير أو الشر الذي فعلته. من الممكن أن تصبح الأرواح النقية كائنات نور، ويتم تجسيد النفوس النجسة كأشكال بشرية أو حيوانية نجسة.
_______
[1] جان بول رو، توفي في حزيران 2009 ، وهو باحث سابق في المركز الوطني للدراسات الفضائية وقسم الفن الإسلامي في مدرسة اللوفر ، يعتبر الإيزيدية “ديانة منفصلة ، والتوفيق الواضح للتقاليد الشعبية وذكريات العقائد والديانات العظيمة”. لا كغروا، كلير ليسغريتين ، 26 نيسان 2010.
[2] وُلدت الزرادشتية في بلاد فارس ، أسسها زاراثوسترا (زرادشت) ، في الألفية الأولى قبل الميلاد ، وهو يوحِّد بأهورا مازدا باعتباره الإله الوحيد. تشكل الزرادشتية في هذا إصلاحا أساسيا مقارنةً بالمازدية التي استلهمت منها. تعتبرالمازدية أهورا مازدا الإله الرئيسي ولكن ليس الإله الوحيد. انتشر هذا الدين الفارسي إلى الهند من خلال الفيدية.
ممارسات العبادة الإيزيدية:
ممارسات العبادة الإيزيدية لا تنظمها “طقوس” صارمة ، فهي عبارة عن مجموعة من التقاليد والممارسات النذرية المنقولة شفهياً من جيل إلى جيل.
يصلي الإيزيديون عموماً بشكل فردي ، كما يجتمعون أمام معابدهم ومزاراتهم للاستماع إلى القوال ، الموسيقيين والمغنين والأوصياء على العبادة الإيزيديين وتنتقل هذه المعارف والممارسات من الأب إلى الابن.
تكون الصلاة اليومية دائماً باتجاه الشمس ، نور الله (خوده) ، وهي ليست واجب ولا تدل على أن الشخص هو “إيزيدي صالح”. ومع ذلك ، فإن الأشخاص الأتقياء والمسنين يصلون بانتظام ، حتى 5 مرات في اليوم.
تقبيل الأماكن المقدسة وأيدي الشخصيات الورعة ، وتقديم الهدايا للمتدينين ، والتضحية بالحيوانات ، وعقد الأقمشة وفكها على أشجار النذور ، هي علامات على الاحترام والإيمان.
يوم الأربعاء هو الأهم من بين أيام الاسبوع. إنه كيوم الأحد بالنسبة للمسيحيين أو يوم السبت بالنسبة لليهود أو الجمعة بالنسبة للمسلمين. في أيام الأربعاء ، يتم تنظيم الاحتفالات الأسبوعية الكبيرة التي يضيء خلالها رجال الدين الإيزيديين النار المقدسة في الأضرحة.
توجد أربعة مهرجانات سنوية كبرى في التقويم الديني الإيزيدي. الأول هو السنة الجديدة (سير سال) في أول يوم أربعاء من شهر نيسان. يرمزهذا العيد إلى خلق الحياة من الفوضى الأولية ومجيء طاووس ملك. في هذه المناسبة ، يتم غلي البيض ، وهو رمز للأرض الأصلية الخالية من الحياة. يتم سحق بعض هذه البيوض على أبواب المنازل والأضرحة بالإضافة إلى زهور صغيرة حمراء اللون.
المهرجان السنوي الآخر هو مهرجان الربيع (التواف) ، ويتم الاحتفال به بين 12 و 20 نيسان. وأخيراً، يتم الحج إلى ضريح الشيخ عدي في مزار لاليش (الجمالية) في السادس من تشرين الأول.
الضريح ذو القبة المخروطية: نموذج العمارة الإيزيدية
الضريح المخروطي على شكل قبة هو نصب رمزي للفن المقدس الإيزيدي. من الناحية المعمارية والزخرفية ، يعتمد هذا النوع من المباني على بنية مكعبة تحتوي على المدفن أو التابوت ، مغطاة ببلاطة تحمل أسطوانة وتوجد قبة مخروطية الشكل ذات حواف متعددة. ترمز هذه القبة إلى أشعة الشمس التي تضيء الأرض والإنسانية.
يتم تعزيز رأس هذه القبة بشكل منهجي بسهم من البرونز يتكون من واحدة أو أكثر من الكرات ، تعلوه حلقة أو قمر هلالي أو نجمة أو حتى يد ، حيث يتم ربط الأقمشة الملونة. يمثل هذا السهم الكون والكواكب والشمس والنجوم التي خلقها الله. أما الألوان فتمثل ألوان قوس قزح[1].
غالباً ما يتكون الجزء الداخلي من الضريح الإيزيدي من غرفة منفصلة حيث يوجد التابوت المغطى بالحرير. كما توجد كوّة محفورة ضمن الجدار لحرق البخور وإضاءة النار المقدسة. وفي الكثير من الأحيان نجد الأقمشة المعقودة من قبل الحجاج للتعبير عن طلباتهم.
تشتمل المساحة المقدسة لأي ضريح إيزيدي على البلاطة التي تسبقها أو المساحة التي تحيط بها. لهذا السبب يجب على كل زائر خلع حذائه قبل الدخول إلى المكان.
_______
أضرحة الإيزيديين في محافظة دهوك-نهادرا:
يعتبر مام شفان أحد الأضرحة المهمة في محافظة دهوك-نهادرا في كردستان العراق ، ويقع على مقربة من خانك حيث توجد أيضاً مزارات إيزيدية أخرى في كابارتو وديربين وشاريعة.
في سبعينيات القرن العشرين ، تم تهجير وتجميع سكان سبع قرى جبلية إيزيدية في جنوب مقاطعة دهوك في قرية جديدة تسمى الشاريعة. كما حدثت عمليات النزوح وتشكيل التجمعات السكانية الإيزيدية داخل المدن في عام 1985 على هامش القمع العسكري في كردستان العراق.
التركيبة السكانية الإيزيدية في مام شفان / خانك:
قرب أضرحة مام شفان من بلدة خانك أدى لحدوث بعض الالتباس بين المكانين ، خاصة بوجود مسافة فاصلة بينهما بمساحة 3 كم تحوي على معسكر للنازحين الإيزيديين القادمين من سنجار وتعتبر أضرحة مام شفان كمساحات مقدسة للإيزيديين في خانك.
تعتبر مام شفان وخانك منطقة واحدة بحسب البيانات الإحصائية المقدمة في هذا الإشعار.
قبل هجوم داعش في سنجار وسهل نينوى في آب 2014 ، كان هناك 23000 إيزيدي في خانك / مام شفان. في 8 آب 2014 ، تم إخلاء المدينة خشية أن يستولي عليها المقاتلون الجهاديون. بعد ذلك لجأ الإيزيديون إلى دهوك – نهادرا ، قبل أن يعودوا بعد 10 أيام بعد انتهاء الخطر. مع ذلك ، اختار بضعة آلاف من الإيزيديين مغادرة البلاد واختيار الهجرة وخاصة إلى ألمانيا. ذكر مسؤولون إيزيديون محليون (في حزيران 2018) أن عدد الإيزيديين في خانك يتراوح بين 15000 و 20000 .
بالإضافة إلى ذلك ، يوجد 70،000 إيزيدي من الذين أجبروا على الفرار من سنجار في آب 2014 في مخيم للنازحين على أطراف خانك وعلى وجه الخصوص على طول الطريق الذي يؤدي إلى أضرحة مام شفان. اعتباراً من حزيران 2018 ، كان لا يزال هناك 16000 إيزيدي داخل هذا المخيم و 6000 خارجه.
إن هذا الوضع الفوضوي يعرّض مستقبل الإيزيديين العراقيين للخطر ، ولكنه يقوّي بشكل كبير ارتباطهم بهويتهم وإيمانهم.
أضرحة مام شفان للإيزيديين:
تقع أضرحة مام شفان في نفس المكان المقدس وهي قريبة جداً من بعضها البعض ويحيط بها المدافن الإيزيدية.
يزورها العديد من الحجاج الإيزيديين ويتم صيانتها بشكل جيد ، ويزورها أيضاً النازحين القادمين من سنجار المقيمين في المخيم وفي مدينة خانك ، مما يعطي لهذا المجمع التراثي مكانة هامة.
يُعرف مام شفان في التقليد الإيزيدي على أنه راع ويتم تمثيله عن طريق النقوش البارزة بعصاه وأغنامه.
ضريح الشيخ أبو باكير: يقع هذا الضريح في مقبرة مام شفان الواقعة جنوب شرق ضريح الشيخ سين وشمس. يوجد شيخان في تاريخ الإيزيديين باسم أبو باكير ، لكننا لا نعرف لأيهما ينتمي هذا الضريح.
في لاليش، تم تزيين أبواب مدخل ضريح الشيخ نصر الدين والشيخ شمس ، والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر بنقوش من الثعابين والأسود، وهي مماثلة لتلك الموجودة على باب ضريح الشيخ أبو باكير في مام شفان ومن خلال هذه المقارنة نستطيع القول أن تاريخها يعود إلى القرن الرابع عشر.
مخطط ضريح الشيخ أبو باكير مستطيل الشكل ، بدون سقف، وموجه من الشمال إلى الجنوب ، يوجد أمامه فناء داخلي يحوي على شجرة كينا كبيرة. على الواجهة ، يتكون هذا الضريح من 5 مستويات من الحجارة تعلوها مجموعة كبيرة من الأحجار الخشنة التي من المعتقد أنه تم بناؤها مؤخراً. يوجد المدخل الخلفي من جهة الشمال وهو أيضاً مستطيل الشكل في اتجاه الشرق والغرب. يحتوي الجدار الغربي على مكان المحراب. يتصل الباب المستطيل الشكل والواقع في منتصف الجدار الجنوبي بالجزء الرئيسي من جهة الجنوب ويوجد عليه رمز الثعبان العمودي باللون الأسود ، الذي يعتبر رمز الحكمة في التقليد الإيزيدي ومخلّص سفينة نوح . كما نجد على العتبة تصوير لأسد وثور بمواجهة بعضهما البعض.
ضريح الشيخ سين: يقع خلف ضريح الشيخ شمس. الشيخ سين هو اسم آخر للشيخ فكرال دين (يسمى أيضاً حسن العداني). إنه أحد أبناء إيزدينا مير الأربعة ، شقيق الشيخ شمس وواحد من الملائكة السبعة الإيزيدية. يتم ترميز الشيخ سين من خلال الملاك نورا. من المفترض أنه عاش في القرن الرابع عشر كما أن تصميم البناء يعود أيضاً إلى هذا القرن و هو مربع الشكل بالأبعاد التالية 3.0 × 3.10 متر ، ويوجد أمامه ساحة ذو سقف. على واجهته باب مستطيل الشكل يؤدي إلى الداخل. يوجد نقش فوق باب المدخل المؤدي إلى الضريح الذي يعود تاريخه إلى عام 1193-1246. يعلو الضريح قبة شعاعية مخروطية الشكل كنموذج للتقليد المعماري الإيزيدي ، مثبتة على أسطوانة من مستويين ، مثمنة أولاً ثم دائرية. تم تجديد المبنى بالكامل في السنوات الأخيرة. تم الكتابة على واجهتها الرئيسية باللغتين “الإيزيدية” واللغة العربية.
ضريح الشيخ ماند: يقع بجانب ضريح الشيخ سين وهو مبني على الطراز الحديث ويملك الضريحين نفس الخصائص المعمارية. تم تزيين القسم الأيمن من باب المدخل الرئيسي بزخارف تمثل الثعبان الأسود.
ضريح الشيخ شمس: يقع في قلب مقبرة مام شفان. تم إعادة بناء هذا الضريح في عام 1985 وفقاً للكتابات الموجودة على الواجهة الشرقية ، أعلى الباب الأمامي ولا توجد معلومات عن تاريخ البناء الأصلي.
هذا الضريح مربّع الشكل ويبلغ قياسه 3.50 × 3.50 م ، وله فناء مغطى بالإسمنت المسلح. يتيح الباب السفلي الموجود في الحائط الوصول إلى الجزء الداخلي من الضريح الذي يحتوي على تابوت مقابل الجدار الشمالي ، بمواجهة الشمال والجنوب ، والذي يُفترض أنه قبر الشيخ شمس. توجد نافذة صغيرة مربعة في الجدار الغربي وآخر في الجدار الجنوبي. هناك نافذتان صغيرتان مرتفعتان تقعان في الجدار الشمالي ، بينما يوجد اثنتين في الجدار الجنوبي تسهمان في إضاءة داخل الضريح وتم تغطية الغرفة بقبة مخروطية الشكل تحملها طبلة من مستويين ، الأولى مثمنة والأخرى دائرية.
يوجد حجر جنائزي إلى الجنوب من ضريح الشيخ شمس مربع الشكل يقل عرضه عن 1 متر ، مطلي باللون الأبيض ، مذهّب الأطراف. توجد نافذة صغيرة تستخدم لإضاءة النار المقدسة ويوجد فوق قبتها حجارة صغيرة تحدد ممر الحجاج.
ضريح الشيخ بابيك: الشيخ بابيك شخصية تنتمي للتقليد الإيزيدي ويعتقد أنه يعود للقرن الثاني أو الثالث عشر. هو ضريح صغير ارتفاعه 3 أمتار ويقع بجانب ضريح الشيخ شمس. بني في بداية القرن العشرين ، وكامل هيكله على الطراز التقليدي. يتألف من قاعدة مربعة ، فيه نافذة صغيرة لإشعال النار المقدسة. جزء من القبة اسطواني الشكل يعلو الهيكل المثمن ، له جزء دائري يرتكز عليه القبة المخروطية ، يتم تعليق الأقمشة الملونة على السهم الموجود في الجزء العلوي من هذه القبة كأحد عناصر التقليد الإيزيدي.
معرض الصروح الأثرية
المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الصروح الأثرية
صور عائلية، مقاطع فيديو، شهادات، شاركونا ملفاتكم لإغناء موقعنا
أنا أشارك