تاريخ المسيحية في أرادن وفي القرى الأخرى في المنطقة متشابه: وجود قديم للطائفة اليهودية ثم التبشير بالمسيحية من خلال الرسل توما (على الأغلب الرسول تداوس والملقب أيضاً ضمن الأناجيل بيهوذا) ، أدي وماري. تميز القرن الرابع الميلادي بكثرة الدعوات والقصص الشعبية التي تروي حياة الشهداء الذين اضطهدوا من قبل الملك الفارسي شابور الثاني. وخلال هذه الفترة الطويلة من المسيحية المبكرة ظهرت الصوامع وانتشرت أماكن العبادة وتدريجيا تم إنشاء الكنائس والديرة السريانية.

خلال هذه القرون الطويلة وحتى سقوط الإمبراطورية العثمانية كانت وديان وجبال ما بين النهرين مزدهرة بالأيمان وملجأ

للكنيسة الشرقية.

كان القرن السابع عشر وخاصة الثامن عشر مزدهرا للإرساليات الكاثوليكية وتحول المؤمنين من الكنيسة الشرقية إلى الكلدانية وأصبحت أرادن مقر إقامة الأسقف الكلداني.

في عام 1913 كان عدد الكلدان في أرادن 650 مؤمنا، وتحتل أرادن المركز الثاني من حيث الأهمية من بين 17 قرية من قرى أبرشية العمادية حيث تأتي بعد مانكيش وأكثر أهمية من تنا والعمادية.

انقلب التنوع الديني والطائفي لصالح الأكراد نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بعد المذابح التي تعرض لها المسيحيون من قبل الإمبراطورية العثمانية (حركة الشباب التحركي) مذابح سيفو.

ولم تتحسن أحوالهم تحت حكم السلطات العراقية بعد الاستقلال عام 1921, ففي عام 1975 كان في أرادن 1049 فرادا وقبل عام 1961 كان فيها 200 منزل لأكثر من 350 عائلة، وما بين الأعوام 1961 و1970 تم إخلاء المنطقة لتصبح عسكرية. في عام 1971، عاد إلى القرية حوالي 80 عائلة لكن وفي عام 1975 بدأت المعارك ثانية فرحل معظم أهالي القرية. وتكرر هذا السيناريو خلال الثمانينات وفي عام 1988 تم قصف قرية أرادن وسلمت كنيسة سلطان مهادوخت من الخراب بجهود بعض الأشخاص الذين حافظوا عليها.

مع نهاية حرب الخليج الأولى بدأت الجماعات الإسلامية المتشددة بالظهور على الساحة وإشهار السلاح بوجه المسيحيين الذين اضطروا إلى مغادرة القرية. في ظل حكومة إقليم كردستان وجهود السيد سركيس آغاجان ومنظمات إنسانية عالمية قام أهالي أرادن بإعادة بناء قريتهم مرة أخرى لكنهم تعرضوا إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية دفعتهم إلى الهجرة الخارجية من دون رجعة.

 للقديسة سلطان مهدوخت مكانة مرموقة بين شهداء كنيسة المشرق، تعود القصة إلى نهاية القرن الرابع الميلادي أيام الملك الفارسي الساساني شابور الثاني. يقول التقليد، كان الأمير بولار وأولاده الثلاثة مهدوخت، أثو برداي و ميهر نرساي في طريق العودة من زيارة الملك في كرخ سلوخ (كركوك الحالية). وعند قرية أهوان سقط الأخ الأصغر ميهر مرساي من على الحصان وكسرت ساقه فهرع الأخوة ودخلوا القرية. كان في القرية المطران خربت جلال، جاء مار عبدا وأسرع إلى إسعافه وشفاه بأعجوبة، فطلب الأخوة الثلاث اعتناق المسيحية فنالوا العمّاد على يد مار عبدا وبعد العمّاد اختطف المعمدون الجدد بأعجوبة ونقلوا إلى كهف في وادي أهوان بأعجوبة إلهية.

وصل خبر اختفاء الأخوة الثلاثة إلى الملك شابور الثاني فأمر بالبحت عنهم ولكن دون جدوى. في أحد الأيام هرب حصان بولار وتوقف بالقرب من المغارة التي كان الأخوة الثلاثة فيها، فتم كشفهم وألقي القبض عليهم واحضروا أمام الملك.

أراد الملك إعفائهم مقابل الزواج من مهدوخت وعندما رفضت ضرب عنقها بالسيف يوم (2 تشرين الأول عام 318 ولقي الأخوين نفس المصير قبلها.

يقال أن السياف أصيب بالشلل بعد أن ضرب رأسي أخويها فشفته مهدوخت قبل أن يضرب رأسها. أقيمت كنيسة مهدوخت على قبر يقال أنه يحتوي على ذخائر هؤلاء القديسين الثلاث ويقصدها المؤمنين كل عام يوم 2 تشرين الأول وكذلك يوم 12 كانون الأول ويوم انتقال العذراء مريم، أما في أيلول فيخصص يوم لزيارة قبر مار عبدا الذي يقع قرب عين ماء شمال غرب قرية أرادن ويعتقد أنه مكان عمّاد الأخوة الثلاثة.

 الكنيسة الحالية بالتأكيد ليست الكنيسة القديمة لأنها مرت بمراحل وأزمنة عديدة وتم تجديدها عدة مرات آخرها كان من قبل سيادة المطران ربان القس مطران أبرشية دهوك.

كنيسة اليوم قائمة في منطقة البساتين خارج القرية في الجانب الغربي ومحاطة بحائط فيه ثلاثة أبواب وبجانبها مقبرة قديمة.

هناك شرفة صغيرة يعلوها صليب منحوت في الحجر يطل على قدس الأقداس. كنيسة سلطان مهدوخت مكون من صحنين بطول 24 متر.

الصحن الأول مبني بأحجار مربعة مع قنطرة اسطوانية وفي حيطانها منافذ لقبور قديمة وفي النهاية يوجد جرن العمّاد.

الصحن الثاني هي الكنيسة القديمة ولها مذبحان، الأول موجود تحت قوس هلالي وفيه الباب الملوكي، إنه مذبح نموذجي بحسب الطقس الكاثوليكي باتجاه الشعب. المذبح الثاني هو على الجدار الشرقي للكنيسة وهو على حسب طقس الكنيسة الشرقية حيث يكون ظهر الكاهن للمؤمنين باتجاه الشرق مع شرفة من الاسمنت المسلح يعلوها صليب لاتيني.

{وليس بعيدا عن الكنيسة نجد كهف سلطان مهدوخت الواقع على الطريق المؤدي لقرية أرادن، وهو عبارة عن غرفة منحوتة في الصخر بارتفاع وعرض 2 متر (غرفة مربعة الشكل).

السطح العلوي منحني على شكل قوس وفي الأسفل على جانبي الحائط أجنحة مقوسة بارتفاع 75 سم وفيها نقوش منحوتة في الحائط تحت الرواق على شكل وسادة في أسفل المبنى}.