كنيسة مارت شموني في برطلة
تقع كنيسة مارت شموني في برطلة 36.35187شمالا و43.38161 شرقا وعلة ارتفاع 337 متر عن مستوى سطح البحر.
تم تدنيس الكنيسة وحرقها جزئيا من قبل الإسلاميين بين عاني 2014 و 2016.
سميت الكنيسة مارت شموني نسبة إلى القديسة، وتدعى أيضا كنيسة بني شموني كتحية لأطفالها القديسين. نجد في الاصحاح السابع من الكتاب الثاني للمكابيين، قصة استشهاد هذه العائلة اليهودية، حيث يكشف الضطهاد الذي تعرض له اليهود في عهد الملك السلوقي أنطيوخوس، لأنهم كانوا يحترمون قوانين الله وآمنوا بالقيامة والحياة الأبدية… قبل قرنين من ظهور المسيحية.
الموقع
تقع برطلة شرق دجلة وغرب غازر وتبتعد عن كرمليس وقره قوش بضعة كيلومترات شمالا وتبتعد عن أربيل 60 كم وعن الموصل 20 كم وهي مركز الكنيسة السريانية وترتفع بحوالي 337 م عن مستوى سطح البحر.
برطلة هي بيت برطلي أو بيت طرلاي وتعني القرية الواقعة أسفل الجبل ومعروفة منذ القرن السادس أو السابع الميلادي.
نبذة تاريخية
كانت برطلة عامرة منذ قرون ومما يدل على ذلك أثارها القديمة التي تعود إلى عهد اسكندر الكبير. كان تعداد سكان برطلة عام (2014) 15000 نسمة مكونين من مسيحين سريان ومسلمين شبك وذلك قبل احتلالها من قبل داعش.
في عام 1965 كان عدد السريان 4266 نسمة، و 900 نسمة عام 1891، ثلثين أرثوذكس والثلث الآخر كاثوليك.
بداية القرن السابع الميلادي كان مسيحيو برطلة ينتمون إلى كنيسة المشرق وتحولوا تدريجيا إلى كنيسة السريان الأرثوذكس بتأثير دير مارمتى الذي يبعد عنها 15 كم شمالا، وأعطت برطلة للكنيسة السريانية بطاركة، مطارنة، رهبان، علماء، أدباء وشعراء، لذلك اعتبرت برطلة عاصمة للسريان الأرثوذكس في سهل نينوى. وهذه المكانة كانت سببا للنزاعات الدموية خلال قرون طويلة.
وبرطلة مثل بقية القرى الواقعة في سهل نينوى كانت عرضة للنهب والقتل والدمار والكوارث ففي عام 1743 دمر جيش نادر باشا المنطقة وما بين عام 1756 – 1758 هوجمت من قبل قبيلة بدوية تدعى ألبو حمد. وفي عام 1789 هاجمها الأمير اليزيدي الذي يدعى جولو بيك حيث عبث بالمنطقة أيضا.
عام 1791 تعرضت المنطقة لمجاعة كبيرة شملت أربيل حتى الموصل ومن ضمنها برطلة.
كان للراهبات الدومينيكان مدرسة في برطلة قبل احتلالها من قبل الدولة الإسلامية داعش عام 2014.
كانت برطلة مقرا لمتروبوليت السريان الأرثوذكس مار سويريوس اسحق زكا المولود عام 1931 وأصبح متروبوليت في شباط 1981 وتوفي عام 2011.
كان يوجد في برطلة في القرن الثاني عشر ديران ولكن اليوم لم يبقى لهما أي أثر.
الأول دير الأربعون شهيد وكان مقر المفريان الشهير غريغوريوس أبو فرج ابن العبري
(1264-1286) فترة سيطرة المغول على المنطقة.
الثاني هو دير يوحنا ابن نكاري ( النجاريين) حيث كان يسكنه الرهبان حتى نهاية القرن السادس عشر.
كانت تحوي برطلة ستة كنائس، اثنان منها لا أثر لهما. الكنيسة الكبيرة لمار أحودامة والتي لايمكن تحديد مكانها حيث كانت مقرا المفريان. كنيسة ماركوركيس والتي استعمل في بناءها أحجار كنيسة صبنا.
كنيسة مريم العذراء التي تعود للقرن الخامس عشر وتم تجديدها كليا عام 1890. كنيسة مار كوركيس القديمة والجديدة للسريان الكاثوليك بنيت عام 1934 وتجاور كنيسة مارت شموني التي نحن بصددها.
نبذة عن حياة القديسة مارت شموني
قصة القديسة مارت شموني وأولادها السبعة معروفة لدى مسيحيي كنيسة المشرق في بلاد ما بين النهرين.
وردت قصة استشهاد هذه العائلة اليهودية في الفصل السابع من سفر المكابيين وفي عهد الملك أنطيوخس الرابع ايبيغانوس لأنهم كانوا يحترمون شريعة الله ويؤمنون بالقيامة والحياة الأبدية قبل المسيحية بقرنين.
تم توقيف الأخوة المكابيون السبعة مع والدتهم وأجبروا على أكل لحم الخنزير، وعند رفضهم، قضوا شهداء، الواحد تلو الآخر أما أعين والدتهم. تم تعذيب الأول بفظاعة وألقي في النار، ورغم تلك المحنة كانت مارت شموني، والدتهم، تشجعهم على البقاء أمناء لشريعة الرب وأن لا يهابوا الموت وشجعت لبنها الصغير كي لا يخاف الجلادين قائلة: “كن شجاعا أما الموت والتحق بأخوتك كي أراك معهم في السماء.”
وصف الكنيسة
اسم مارت شموني هو تذكار لتلك المرأة القديسة وقد سميت الكنيسة باسم بني شموني (أولاد شموني) تذكارا لأولادها القديسين.
تقع مارت شموني شرق برطلة (أصبحت الآن وسط البلدة). لا يعرف التاريخ بناءها بالضبط ولكن على الأرجح بعد خراب كنيسة مار أحودامة جددت عام 1807. هدمت وبنيت من جديد عام 1869 وهذا ما تؤكده الكتابة التي تحيط بالباب الملوكي لقدس الأقداس. التجديد الأهم كان عام 1922. مسكن الرهبان محاط بجدار عالي مبني من مواد تعود إلى عصور مختلفة ( حصى، بلوك طين، اسمنت وأحجار منحوتة)، ولهذا الجدار بوابة على يمينها قبة الجرس (برج) وإلى الأعلى لوحة كبيرة منحوتة على حجر تبين استشهاد مارت شموني وأولادها القديسين. بعد المرور بجدار الضميمة نصل إلى الفسحة الداخلية حيث على يمينها ممرات وفي نهاية الممر المؤدي إلى الباب توجد الكنيسة ولها ثلاثة أبواب، الوسطي يدعى بباب الرب (الله) والذي كان يسمى سابقا بباب الرحمة، أما البابين الآخرين فإحداهما مخصص للرجال والآخر للنساء.
التصميم الداخلي لهيكل الكنيسة أقرب إلى التصميم التقليدي لطقس أغلب كنائس السريان الأرثوذكس ذات الثالثة صحون.
الصحن الأوسط يؤدي إلى باب جميل هو الباب الملوكي المنحوت من المرمر الموصلي ومزخرف بالصفصاف وله شبكتان مزخرفتان على شكل أزهار، وإلى الأعلى المذبح الرئيسي وقدس الأقداس (البيما) المصنوع من خشب جميل وملون بألوان زاهية وموضوع بأسفل القوس المحفور والملتصق تقريبا بالحائط وخلفه ممر ضيق. عند النظر إلى الأعلى نجد في وسط قدس الأقداس من جهة الباب الملوكي بابين جانبيين منخفضين بدون زخرفة يؤديان إلى المذبحين الآخرين.
تحتوي جدران كنيسة مارت شموني على عدة منافذ متداخلة وعليها كتابات باللغة السريانية تدل على التاريخ المزدهر للسريان الأرثوذكس. تحت درج إحدى البنايات يوجد جرن المعمودية بيضوي الشكل وقديم، يعود تاريخه إلى عام 1343 وعليه كتابات سريانية تذكر تاريخه. في الجانب الأيسر من الكنيسة وخلف إحدى البوابات توجد المقبرة وإلى جهة اليمين مجمع كبير بني في القرن الحادي والعشرين.
المجمع ومن ضمنه الكنيسة، انتهك وتم تدنيسه وحرق قسم منه من قبل المحتلين المسلمين (داعش) مابين الأعوام 2014-2016.
لكنيسة مارت شموني كتب قديمة كان يراجعها العالم الدومنيكي جان موريس فييه.
يحتفل بعيد شفيع الكنيسة القديسة مارت شموني وأولادها يوم 15 تشرين الأول من كل عام حسب التقويم السرياني القديم.
معرض الصروح الأثرية
الأثرية المجاورة
المجاورة
المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الصروح الأثرية
صور عائلية، مقاطع فيديو، شهادات، شاركونا ملفاتكم لإغناء موقعنا
أنا أشارك