كنيسة مار ميخا في ألقوش
تقع كنيسة مار ميخا في ألقوش عند 36.73839شمالاً و43.09742شرقاً وعلى ارتفاع 562 م عن مستوى سطح البحر. تحمل الكنيسة اسم أحد قديسي القرن الرابع، تلميذ ومعاصر مار أوكين (أوجين) مؤسس السينوبيتية السريانية. تحوي الكنيسة رفات القديس ميخا والتي تعتبر من أقدم كنائس ألقوش.
لكنيسة مار ميخا صحن أحادي، ويوجد في أقصى الشرق الباب الملكي الكبير المصنوع من رخام الموصل. نجد العنصرين الأكثر أهمية ضمن عمودي هذا القوس. في أسفل العمود اليساري للباب الملكي (النظر باتجاه المذبح) توجد لوحة ذات نقوش تحدد مكان رفات القديس ميخا ضمن «جرّة موضوعة في البناء». على الجانب الآخر من الباب، في أسفل العمود الأيمن، لوحة أخرى ذات نقوش تحدد مكان رفات النبي ناحوم.
الموقع:
تقع كنيسة مار ميخا على بعد 40 كم شمال الموصل و10 كم من الضفة الشرقية لنهر دجلة عند 36.73839شمالاً و43.09742شرقاً وعلى ارتفاع 562 م عن مستوى سطح البحر، شمال مدينة ألقوش التي تقع أقصى شمال سهل ومحافظة نينوى. نستطيع الوصول إلى كنيسة مار ميخا من خلال الشوارع الضيقة المتعرجة التي تقع ضمن المدينة القديمة.
تقع كنيسة مار كوركيس بجوار كنيسة مار ميخا في ألقوش والتي تبعد مسافة 2 كم غرباً عن دير الربان هرمزد ودير سيدة الحصاد.
قصة مسيحية قصيرة عن مدينة ألقوش:
من المعروف أن ألقوش[1]تعد واحدة من أكبر المدن المسيحية شمال العراق، حيث أن أوائل المؤمنين، ومن المرجح أنهم قبلوا الدين المسيحي منذ القرن الأول بفضل الرسول توما، كانوا من المجتمع اليهودي المحلي. يتم ذكر الجذور اليهودية لمدينة ألقوش ضمن مصادر مختلفة، من بينها اسم المدينة، حيث يقال أنها سميت باسم مؤسسها، اليهودي (ألقون)، «الذي تم ترحيله من قبل الآشوريين[2]». ويشار أيضاً إلى هذه القرابة اليهودية من خلال وجود قبر ناحوم الألقوشي نبي نينوى، وهذا الضريح المدمّر جزئيا يجاور كنيسة مار ميخا.
يتميز التاريخ المسيحي لألقوش بإشعاع روحي وفكري، ويعود الفضل بذلك إلى مدارس الناسخين، الشعراء والخطاطين ومن بينهم من كان ينتمي لعائلة هوموفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
منحت ألقوش أجيالاً متعددة من الرهبان والكتّاب مؤلفي العديد من المخطوطات السريانية التي ساهمت في شهرة دير الربان هرمزد ودير سيدة الحصاد.
في نفس الوقت، تميز التاريخ المسيحي لألقوش بموجات متكررة من النهب والتدمير التي ارتكبت على مر القرون من قبل المحاربين المغول، التركمان، الفرس، الأكراد، (…)، وخاصة في القرن السادس عشر، الثامن عشر والتاسع عشر.
في عام 1832، تم اغتيال مسؤول ومرمم دير الربان هرمزد الأب المبجّل غابريال دامبو على يد جنود الأمير الكردي محمد باشا روندوزي، لكن، يتم ذكره إلى يومنا هذا بالكثير من التقوى والإجلال. يضاف إلى الآفات المسلحة مصائب أخرى كالطاعون عام 1828 والمجاعة عام 1879. وبالرغم من هذه الكوارث، تمكن الرجال وتراثهم من تجاوز هذه المحن، لدرجة أن ألقوش لا تزال منارة المسيحية في العراق.
[1]ألقوش ضمن كتاب جان موريس فييه.
[2]ضمن آشور المسيحية، الطبعة الثانية، ص. 387. جان موريس فييه.
استمرارية وجود شاهد مسيحي استثنائي:
من قرن إلى آخر، كشف النمو الديموغرافي لألقوش عن استمرار وجود شاهد مسيحي استثنائي. في القرن الثامن عشر وفي نهاية عام 1767، كان في ألقوش 500 عائلة، 100 منهم من الكاثوليك (الكلدان)[1]. بعد قرن، وفي عام 1891، كانت ألقوش عبارة عن قرية تحوي 1000 نسمة[2]. أما في القرن العشرين حدث التصاعد الديموغرافي الملحوظ، ففي عام [3]1967 كان عدد السكان 17000 نسمة. في بداية القرن الحادي والعشرين، عام 2014، قبل التهديد الوجودي للمدينة من قبل داعش، كان لايزال هناك 15000 نسمة في ألقوش. من المؤكد أنه تم إخلاء المدينة بأكملها (باستثناء مئات الأشخاص الذين بقوا فيها) عند وصول داعش على بعد بضعة كيلومترات من حدودها، أما الآن وبعد زوال الخطر، استعادت ألقوش تألقها وإمكانيتها الديموغرافية.
[1]ضمنوقائع من الرهبنة الكرملية في بلاد الفرس، النسخة الثانية ( رسالة 27 ك2 1767) ص. 1262، المونسينيور عمانويل بالييه، أسقف بابل وقنصل فرنسا الأول في بغداد. ذكر من قبل جان موريس فييه ضمن آشور المسيحية، النسخة 2 ص. 390.
[2]ضمن تركيا الآسيوية، فيتال كينيه، باريس، الناشر ارنست لوغو 1891 ص. 829.
[3]ضمن كنيسة المشرق، مقالة ضمن مجلة أفريقية الحية رقم 253 ت2-ك1. 1967-7.
مار ميخا الألقوشي:
بحسب العادات والتقاليد يعد مار ميخا من نوهدرا تلميذاً للقديس أوكين (أوجين)[1]، راهب مصري مؤسس السينوبيتية السريانية(شكل من أشكال الحياة الرهبانية)في القرن الرابع، وهناك ارتباط مع اسم، مزار وذاكرة أحد أقدم الأديرة في طورعابدين جنوب شرق تركيا الحالية على بعد 40 كم من نصيبين (نصيب)، المكان الذي منه نستطيع تأمل الأفق اللامحدود لسهل بلاد ما بين النهرين. أيضاً وبحسب التقاليد، يعد مار ميخا أحد الآباء القديسين لألقوش في القرن الرابع، حيث كانت المسيحية موجودة. وفي هذا الوقت تم بناء أول كنيسة باسم مار ميخا لاستقبال رفاته. بسبب شهرة هذا القديس محلياً، كانت كل عائلة في ألقوش تقوم بتسمية أحد أطفالها الحديثي الولادة باسم ميخا.
[1]بحسب العادات والتقاليد،كان للقديس أوجين 70 تلميذ. كان من بينهم مار ميخا من نوهدرا.
كنيسة مار ميخا: هندسة عمارة ونقوش
من المستحيل تحديد ما يمكن أن يكون المزار الأصلي، «لكننا نعرف أن البناء القديم له ثلاثة صحون. (…) التجأ الأب غبريال دامبو إلى هذه الكنيسة قبل اغتياله[1]وفيها رقد جثمانه لمدة اثني عشر سنة قبل نقله لدير ر. هرمزد».
كانت كنيسة مار ميخا في الأصل تحت سلطة كنيسة المشرق قبل الانتقال إلى الكنيسة الكلدانية، مثل كل الكنائس الأخرى في ألقوش، بعد الفترة ( القرون) التي جاءت بعد بناءها عام 1553. أعيد بناؤها عام 1581-1578، والمبنى الحالي يعود لعام 1876.
نلاحظ وبشكل واضح القبة المستديرة لكنيسة مار ميخا من التل المطل على المدينة. تم طلاء الجدران الحجرية للكنيسة وسورها الحامي بمادة الكلس التي تشكل غطاء بدائي وعازل. يقع المدخل لهذا البناء شمال فسحة صغيرة ،يوجد مقابلها منزل ذو زخارف دينية: القديس جورج مقاتلاً التنين، قلب يسوع الأقدس وقلب مريم الطاهر.
يوجد باب صغير ضمن حائط يطل على الممر الذي يمتد على طول الواجهة الغربية للكنيسة. نجد في نهاية هذا الرواق الفسحة الداخلية حيث تم دفن العديد من رجال الدين، وعلى جانبيها مدرسة وكنيسة مار ميخا.
توجد بعض النقوش السريانية أعلى الجدار الشمالي الشرقي للكنيسة، فوق خريطة مرسومة للعراق، تبين أن مدرسة مار ميخا بنيت وأنجزت عام 1923 على حساب كنيسة ألقوش تحت رعاية البابا بيوس الحادي عشر وبطريرك بابل للكلدان عمانويل الثاني[2].
توجد شرفة تغطي سطح كنيسة مار ميخا، في الطرف الشرقي منها قبة مسطحة مخروطية الشكل. ارتفاع الكنيسة يعادل ارتفاع طابقين من المدرسة التي تقابلها. يتم الدخول إلى الكنيسة عن طريق مدخل وحيد وهو عبارة عن باب مصنوع من الرخام مدعم بحجر منحوت على شكل صليب يعلوه قوصرة على شكل زاوية حادة.
لكنيسة مار ميخا صحن أحادي، ويوجد في أقصى الشرق الباب الملكي الكبير المصنوع من رخام الموصل. نجد العنصرين الأكثر أهمية ضمن عمودي هذا القوس. في أسفل العمود اليساري للباب الملكي (النظر باتجاه المذبح) توجد لوحة ذات نقوش تحدد مكان رفات القديس ميخا ضمن«جرّة موضوعة في البناء». على الجانب الآخر من الباب، في أسفل العمود الأيمن، لوحة أخرى ذات نقوش تحدد مكان رفات النبي ناحوم.
في عام 1891 كتب فيتال كينيه قائلا: «في عام 1883، تم سرقة الرفات ليلاً لتوضع ضمن كنيسة أخرى، خفية عن بني إسرائيل الذين ما زالوا يبجلون ذلك القبر الفارغ». في شهر تموز من عام 2017، سرد لنا لويس دجومه، أحد سكان ألقوش وشاهد عيان، ما شاهده عام 1976: «تم استخراج رفات ناحوم من العمود لتوضع ضمن زجاجة وضعت ضمن عمود الباب المقدس، أي في نفس المكان الذي كانت فيه سابقاً».
بالإضافة إلى الغرض الليتورجي لهذه الكنيسة، كان للرفات المقدسة آثار علاجية لأنها كانت تعالج «الأطفال الصغار من السعال».
يحتفل بعيد القديس ميخا في الأول من شهر تشرين الأول/نوفمبر.
[1]في آشور المسيحية. نسخة 2. جان موريس فييه ص. 395.
[2]الترجمة الإنكليزية للكتابات السريانية، الجزء الثاني، أمير حراك، طبعة بوكارد. الرمز AO.01.09.صورة ص. 189، نص ص. 418.
معرض الصروح الأثرية
الأثرية المجاورة
المجاورة
المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الصروح الأثرية
صور عائلية، مقاطع فيديو، شهادات، شاركونا ملفاتكم لإغناء موقعنا
أنا أشارك