بنيت السليمانية في عام 1784 من قبل إبراهيم باشا ، الزعيم الكردي العثماني ،و كانت عاصمة إمارة بابان الكردية ، والمعروفة بكونها مركز ثقافي وفني كردي.

تقع السليمانية الصغيرة نسبياّ على بعد 5 كيلومترات فقط شمال غرب موقع كونارا ، حيث اكتشف علماء الآثار الفرنسيون مدينة غنية في بلاد ما بين النهرين عمرها أكثر من 4000 عام ، وذلك بفضل العديد من حملات التنقيب بين عامي 2012 و 2018.

الأكراد ، المسلمون ، يشكلون تقريبا كل سكان السليمانية المقدّر عددهم في عام 2008 بأكثر من 700000 نسمة. الجالية اليهودية التي كانت موجودة بأعداد كبيرة اختفت تماماً. يوجد 3000 مسيحي من جميع الطوائف يعيشون في السليمانية، وهم عراقيون (آشوريون وكلدان وسريان وأرثوذكس وكاثوليك وأرمن) وأجانب (مصريون وإثيوبيون وإريتريون وفلبينيون وهنود). ومن بين هؤلاء المسيحيين غير العراقيين ، يوجد حوالي 200 شخص من طائفة البروتيستانت جائوا مع وكالات الأمم المتحدة.

أخيراً من الضروري أن نشير ولو بشكل هامشي، إلى وجود مائة كردي تحولوا إلى المسيحية الإنجيلية.

يعد بناء كنيسة مريم العذراء للكلدان في السليمانية عام 1862 جزءاً من السياق التاريخي للإخلاص لمريم العذراء ضمن كنيسة الكاثوليك ورغبتها في التجديد ضمن مجتمع الكلدان في العراق. تحمل هذه الكنيسة نفس الاسم وتتميز بنفس الخصائص المعمارية للكنيسة التي بنيت في نفس العام في كركوك ، في عهد البطريرك الكلداني جوزيف أودو والبابا بيوس التاسع ، الذي أعلن قبل 8 سنوات ، في 8 كانون الأول عام 1854 ، العقيدة المريمية للكنيسة والحبل بلا دنس. تبع هذا البناء 4 سنوات من الظهورات المريمية لسيدة اللورد التي ظهرت في عام 1858 للشابة برناديت سوبيروس ، وكان لما حدث تأثير دولي كبير.

يوجد في الجدار الخارجي لكنيسة مريم العذراء في السليمانية لوحة كتب عليها إهداء باللغة السريانية.

تضررت الكنيسة خلال الحرب العالمية الأولى.

في الستينيات ، قام المجتمع الكلداني في السليمانية بأعمال التحديث والتوسع في كنيسة مريم العذراء. عدلت هذه الأعمال هيكلها الأصلي بثلاث صحون وأعمدة مركزية. تم تغيير السقف بإنشاء سقف معدني (حار في الصيف وبارد في الشتاء).

في عام 2012 ، أصبحت كنيسة وأبرشية مريم العذراء في السليمانية الكنيسة الرهبانية لمجتمع الخليل ، وهو مجتمع مكرس للتقارب الإسلامي المسيحي ، وقد أسسه اليسوعي الإيطالي باولو دالأوليو في عام 1991. رسام كاهن في طقس السريان الكاثوليك ، بدأ في عام 1984 بإحياء دير للسريان الأرثوذكس من القرن السادس ، دير مار موسى الحبشي (دير القديس موسى الحبشي) ، شمال شرقي دمشق ، في سوريا. أصبح هذا الدير الرائع تدريجياً مقراً للحوار بين الأديان ، وقبل الحرب الأهلية السورية ، استقبل الزوار والحجاج من جميع أنحاء العالم.

أجبرت الحرب باولو دالأوليو على مغادرة دير مار موسى وسوريا. ثم استقبله في العراق ، في السليمانية ، البطريرك الكلداني لويس رفائيل ساكو ، وفي نهاية عام 2012 أعيد تأسيس مجتمع الخليل وحياة رهبانية.

بعد عودته سراً إلى سوريا ، اختفى باولو دالوليو في الرقة في 28 تموز 2013. ومنذ ذلك الحين ، يقوم الأب ينس بيتزولد ، المعروف باسم أبونا يوحنا ، بإدارة دير مريم العذراء وهو أحد أصدقاء باولو دالوليو وهو متدين سويسري يتحدث اللغة العربية.

وفاءً بالدعوة الأصلية لمجتمع الخليل ، يقوم دير مريم العذراء بتقديم لقاءات ومؤتمرات وأنشطة تعليمية (التعليم المسيحي ، الثقافة العامة والدروس الخصوصية ، دورات اللغة الكردية والعربية والإنجليزية ، التاريخ والفلسفة والتدريب المهني والموسيقى والمسرح والرسم) ، لصالح الأطفال والمراهقين والشباب من جميع الأديان ؛ المسيحيون والمسلمون والإيزيديون.

يتألف دير مريم العذراء من عدة مبانٍ ومرافق قديمة وحديثة ، متصلة ببعضها البعض من خلال شارع صغير وبكنيسة مريم العذراء التي بُنيت عام 1862 . يوجد منزل الكاهن ومنزل الرهبان والضيوف ، ومنزل للراهبات والضيوف ، بالإضافة إلى مساحات متعددة الأستخدامات كالدروس والاجتماعات والحفلات. كما تم تركيب مساكن طارئة لإيواء العائلات المسيحية والإيزيدية التي طردتها داعش في عام 2014.

تساهم العديد من المنظمات الأهلية والدينية ، العراقية والأوروبية ، في إحياء هذا التراث الحي وأنشطته ومشاريعه.