ضريح بابه نوح للإيزيديين في حتارة
يقع ضريح بابه نوح للإيزيديين في حتارة 36.664681, شمالاً و 43.043900 شرقاً وعلى ارتفاع 386 متر عن مستوى سطح البحر في محافظة نينوى، بالقرب من ألقوش التي تعتبر أكبر مدينة مسيحية في المنطقة.
كانت قرية حتارة أكبر قرية في المنطقة والعراق وربما واحدة من أقدمها وهي تشهد على العصر الآشوري و على مرور اسكندرالأكبر.
في عام 2014 ، قبل داعش ، كان هناك 11800 نسمة في حتارة. أجبر الإيزيديين على مغادرة قراهم بعد الخراب الذي ارتكبه هذه المنظمة الإسلامية. هاجر 6000 نسمة إلى أوروبا وفي عام 2018 ، كان في حتارة 6000 شخص.
يخصص ضريح بابه نوح في حتارة لأحد أكثر الشخصيات المبجلة لدى الإيزيديين وهو نبي الله ومخلص البشرية ،و يحتل نوح المركز الثاني بعد آدم .
معلومات عن هذه النشرة:
قام بإعداد نص هذه النشرة الدكتور بيرجول أسكيلديز سنغول، مؤرخ فني ، متخصص في تراث وثقافة الإيزيديين. مرفق جامعة بول فاليري مونبلييه الثالثة وIFEA اسطنبول كباحث مشارك، وهو مؤلف أطروحة دكتوراه: “تراث الإيزيديين: فن العمارة والمنحوتات الجنائزية في العراق ، تركيا وأرمينيا” التي قدمت في عام 2006 في جامعة باريس الأولى بانتيون السوربون (قسم الفن وعلم الآثار الإسلامي). تحوي هذه الأطروحة قائمة توثيقية تضم 88 من المعالم الأثرية (أضرحة ، مزارات ، أماكن معمودية ، جسور وكهوف) و 60 من المنحوتات الجنائزية (على شكل حصان ، كبش ، خروف وأسد) في شمال العراق، تركيا وأرمينيا. نشرت الإطروحة من قبل I.B.Tauris (لندن ، نيويورك) عام 2010. تم إضافة ملاحظات أعضاء فريق ميزوبوتاميا على هذا النص من خلال ما أجروه من مقابلات وهم [باسكال ماغيسيان ، شهد الخوري و سيبيل ديلايتر (KTO) بمساعدة ميرو خديدة.
الموقع:
يقع ضريح بابه نوح للإيزيديين في حتارة36.664681 شمالاً و43.043900 شرقاً وعلى ارتفاع 386 متر عن مستوى سطح البحر ، على بعد 5 كم شرق سد الموصل على نهر دجلة ، 15 كم جنوب مدينة ألقوش المسيحية ، 43 كم شمال الموصل ، و 50 كم غرب لاليش.
عن الإيزيديين في العراق:
يقع معظمهم في منطقة الحكم الذاتي الكردستاني في العراق وسهل نينوى الذي يعتبر مهدهم الجغرافي ، وهم موجودون أيضاً في تركيا وسوريا والقوقاز ، لا سيما في أرمينيا وجورجيا. يتم اعتبارهم عموماً من الأكراد الغير مسلمين ، وهو على الأرجح تبسيط أو حتى تفسير غير دقيق إذا كنا نعتمد على أصولهم الأسطورية ، وغالباً ما يتم اتهامهم بعبادة الشيطان بسبب عباداتهم ، ومن الصعب تحديد منشأ الإيزيديين ، تاريخهم أو حتى عددهم. تم تجاهلهم من قبل العديد من أنظمة الحكم في العراق حتى إنكار وجودهم.
قبل عام 2003 ، كان عددهم الرسمي في بغداد بضعة آلاف لكنهم في الحقيقة كانوا بضع مئات الآلاف !
كانت ظروف محاولة إبادتهم الجماعية قائمة بالفعل حتى قبل ذبحم واختطافهم من قبل جهاديي داعش في آب 2014 في جبال سنجار في محافظة نينوى.
على الرغم من تحرير سنجار في تشرين الثاني عام 2015 من قبل القوات العراقية وجماعات المقاومة المتحالفة، يعتبر جزء كبير من الإيزيديين العراقيين الذين يتراوح عددهم بين 500 و 600000 من النازحين. الاضطهاد الذي عانوا منه جعلهم يخشون المستقبل رغم الضمانات الدستورية التي حصلوا عليها في عام 2005.
التأصيل الإقليمي للإيزيديين:
ولدت الإيزيدية في منطقة جبلية حيث كان سكانها محميين ضمن ارتفاعاتها وكهوفها. تعتبر هذه الأرض مقدسة من قبلهم ، وهي قابلة للتقسيم عالمياً إلى منطقتين متميزتين ، إلى الشرق والغرب من نهر دجلة العظيم. يحدها من جهة الغرب سنجار ومدينتها وقراها وصخورها. إلى الشرق يوجد المركز الروحي لاليش ، الذي ينبغي أن يضاف إليه بعض المناطق المهمة وهي شيخان، بوزان، بعشيقة وبزاني. الغالبية العظمى من الإيزيديين (بما في ذلك رجال الدين) هم من هذه المناطق ، على الرغم من أنه من الممكن أيضاً العثور على مجتمعات إيزيدية أخرى منتشرة خارج هذه المنطقة.
على مدى عدة قرون ، أنقذ الإيزيديون عاداتهم وتقاليدهم في هذه البلاد وعلى هذه الأرض، وقد واجه هذا البقاء تحدياً قاسياً في غرب تيغري في منطقة سنجار ، من خلال هجوم داعش المدمر في آب عام 2014 حيث أدى مستوى الدمار وخطورة جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة إلى إضعاف هذه الجماعة في جبال سنجار التي كانت ذات يوم تشكل الغالبية العظمى من السكان الإيزيديين العراقيين.
الأرض والتاريخ والتراث:
لقد نجح الإيزيديون على هذه الأرض ، على جانبي دجلة ، في الحفاظ على الخصائص المعمارية لمبانيهم الدينية وتطويرها ، والتي تشكل الأماكن الرئيسية لعبادة المؤمنين الإيزيديين.
هذه المباني مخصصة في الغالب للتلاميذ الأوائل للمصلح الإيزيدي في القرن الثاني عشر ،الشيخ عدي ، وأفراد عائلة تشامساني ، وعائلات مثل حسن مامان ، وميم ريش ، و سيروان ، فضلاً عن الزعماء الدينيين الأوائل ، أحفاد الشيخ عدي (أفراد من عائلة عدني) وبعض الصوفيين المهمين الذين أثروا في تعاليم الشيخ عدي ، وهم عبد القادر الجيلاني والحلج وقديب آل بان (قادي بلبان).
ومع ذلك ، لا يمكننا القول إلى أن الإيزيدية ديانة تعود للقرون الوسطى. إن ندرة المصادر اللاهوتية والتاريخية المتاحة تقابلها بالفعل تقاليد وأساطير قديمة ومتعددة الوجود. وهكذا ، يرى الإيزيديون نوح كواحد من أقدم وأهم رؤسائهم الروحيين ويعتقدون أنه عاش في بلاد ما بين النهرين العراقية في عين سيفني (شيخان) ، حيث بنى سفينته. يؤكد المؤرخون الإيزيديون أن “الديانة الإيزيدية قديمة جداً. ويعود تاريخها إلى عام 3500 قبل الميلاد[1].
للإيزيديين أماكن خاصة للعبادة والصلوات كالمقابر والأضرحة (المزارات)، وبعضها أكثر أهمية من غيرها (خاس / مير) ، وخطابات النار (نوشان) ، منزل الشيخ أو البير ، شجرة ، شجيرة ، غابة من أشجار الزيتون ، جسر ، قوس ، كهف ، حجر مقدس (كيفير) ، نبع (…). تشكل هذه المعالم والهياكل والمواقع المخصصة لـ “القديسين” الإيزيديين جزءاً مهماً من البيئة الثقافية في المناطق الإيزيدية وهي علامات مادية ملموسة للنظام العام للروحانية الإيزيدية.
ومع ذلك ، هناك مكان أساسي يلجأ إليه جميع الإيزيديين ، بما في ذلك الموجودين في بلاد الشتات ، وهو وادي لاليش في كردستان العراق. إنه المكان الأكثر قداسة للإيزيديين إذ يقع فيه حرم الشيخ عدي ، المصلح العظيم للإيزيديين في القرن الثاني عشر. يعتبر هذا الوادي وأضرحته وبيئته مركز الحياة الصوفية الإيزيدية.
تم بناء المباني الإيزيدية في أوقات مختلفة. عدم وجود نقوش ومصادر تاريخية يجعل من الصعب تحديد تاريخها بدقة. الجودة الرديئة لبعض الترميمات الحديثة تزيد من تعقيد الأمر. من ناحية أخرى ، لا يبدو أن هناك أي نمط معماري من شأنه أن يميز فترات مختلفة من التاريخ الإيزيدي والذي يمكن أن يساعد في معرفة تاريخ هذه المباني. علاوة على ذلك ، تم استخدام نفس النمط المستمد من نموذج معين لعدة مرات على مر القرون، وما زال يستخدم حتى الآن.
_______
[1] شامو قاسم ، مفتش المدارس الإيزيدية ، متخصص في الدين والتاريخ الإيزيدي ، رئيس قسم الثقافة والإعلام في مركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك.
نبذة روحية عن اللاهوت الإيزيدي:
الإيزيديّة ديانة التقاليد والانتقال الشفهي ، هي بسيطة ومعقدة في نفس الوقت. بسيطة لأنها لا تحوي عقيدة ملزمة. معقدة لأنه لا يوجد كتاب لاهوتي كأساس لها ، كالتوراة أو الأناجيل أو القرآن. للإيزيديين كتابان مقدسان: “كتاب الوحي” و”الكتاب الأسود”.
الإيزيديّة جماعة دينية (وطنية) صارمة. فالشخص يولد إيزيدي ولا يصبح إيزيدي لذلك ليس لديهم مفهوم التبشير بالإيزيدية. لكنهم ليسوا جماعة طائفية مغلقة، فأي باحث يرغب في دراسة اللغة الإيزيدية سيكون موضع الترحيب من قبل هذا المجتمع ورجال الدين[1].
الإيزيديّة هي توحيدية فالله فريد وهو خالق الكون والحياة ويشتركون بهذا المفهوم مع اليهودية والمسيحية والإسلام وحتى الزرادشتية[2].
الله نور، إنه مثل الشمس الساطعة على الأرض. لهذا السبب يصلي الإيزيديون بانتظام باتجاه الشمس ويشبهون في هذا الزرادشتية الفارسية.
الله صالح و بلا حدود ولهذا يصلي الإيزيديون بشكل منهجي أولاً من أجل العالم ومن ثم من أجل أنفسهم.
الله موجود في كل شيء وفي كل مكان. الإيزيديّة هي جسد وروح مع الخليقة كلها: كونية ، بشرية ، حيوانية ، نباتية ، ومعدنية ولهذا السبب يقدس الإيزيديين أشجار الزيتون ويعتبرون أن زيتها ضروري للنار المقدسة. وبالمثل ، فإن طاووس ملك هو أهم الملائكة السبعة الذين يمثلون الله على الأرض.
يؤمن الإيزيديون بمحاكمة النفوس وبالمحاكمة الأخيرة. ومع ذلك يختلفون عن المسيحية في ايمانهم بالتقمص. يتم دفن الموتى أما النفوس فيتم محاكمتها وفقا للخير أو الشر الذي فعلته. من الممكن أن تصبح الأرواح النقية كائنات نور، ويتم تجسيد النفوس النجسة كأشكال بشرية أو حيوانية نجسة.
_______
[1] جان بول رو، توفي في حزيران 2009 ، وهو باحث سابق في المركز الوطني للدراسات الفضائية وقسم الفن الإسلامي في مدرسة اللوفر ، يعتبر الإيزيدية “ديانة منفصلة ، والتوفيق الواضح للتقاليد الشعبية وذكريات العقائد والديانات العظيمة”. لا كغروا، كلير ليسغريتين ، 26 نيسان 2010.
[2] وُلدت الزرادشتية في بلاد فارس ، أسسها زاراثوسترا (زرادشت) ، في الألفية الأولى قبل الميلاد ، وهو يوحِّد بأهورا مازدا باعتباره الإله الوحيد. تشكل الزرادشتية في هذا إصلاحا أساسيا مقارنةً بالمازدية التي استلهمت منها. تعتبرالمازدية أهورا مازدا الإله الرئيسي ولكن ليس الإله الوحيد. انتشر هذا الدين الفارسي إلى الهند من خلال الفيدية.
ممارسات العبادة الإيزيدية:
ممارسات العبادة الإيزيدية لا تنظمها “طقوس” صارمة ، فهي عبارة عن مجموعة من التقاليد والممارسات النذرية المنقولة شفهياً من جيل إلى جيل.
يصلي الإيزيديون عموماً بشكل فردي ، كما يجتمعون أمام معابدهم ومزاراتهم للاستماع إلى القوال ، الموسيقيين والمغنين والأوصياء على العبادة الإيزيديين وتنتقل هذه المعارف والممارسات من الأب إلى الابن.
تكون الصلاة اليومية دائماً باتجاه الشمس ، نور الله (خوده) ، وهي ليست واجب ولا تدل على أن الشخص هو “إيزيدي صالح”. ومع ذلك ، فإن الأشخاص الأتقياء والمسنين يصلون بانتظام ، حتى 5 مرات في اليوم.
تقبيل الأماكن المقدسة وأيدي الشخصيات الورعة ، وتقديم الهدايا للمتدينين ، والتضحية بالحيوانات ، وعقد الأقمشة وفكها على أشجار النذور ، هي علامات على الاحترام والإيمان.
يوم الأربعاء هو الأهم من بين أيام الاسبوع. إنه كيوم الأحد بالنسبة للمسيحيين أو يوم السبت بالنسبة لليهود أو الجمعة بالنسبة للمسلمين. في أيام الأربعاء ، يتم تنظيم الاحتفالات الأسبوعية الكبيرة التي يضيء خلالها رجال الدين الإيزيديين النار المقدسة في الأضرحة.
توجد أربعة مهرجانات سنوية كبرى في التقويم الديني الإيزيدي. الأول هو السنة الجديدة (سير سال) في أول يوم أربعاء من شهر نيسان. يرمزهذا العيد إلى خلق الحياة من الفوضى الأولية ومجيء طاووس ملك. في هذه المناسبة ، يتم غلي البيض ، وهو رمز للأرض الأصلية الخالية من الحياة. يتم سحق بعض هذه البيوض على أبواب المنازل والأضرحة بالإضافة إلى زهور صغيرة حمراء اللون.
المهرجان السنوي الآخر هو مهرجان الربيع (التواف) ، ويتم الاحتفال به بين 12 و 20 نيسان. وأخيراً، يتم الحج إلى ضريح الشيخ عدي في مزار لاليش (الجمالية) في السادس من تشرين الأول.
الضريح ذو القبة المخروطية: نموذج العمارة الإيزيدية
الضريح المخروطي على شكل قبة هو نصب رمزي للفن المقدس الإيزيدي. من الناحية المعمارية والزخرفية ، يعتمد هذا النوع من المباني على بنية مكعبة تحتوي على المدفن أو التابوت ، مغطاة ببلاطة تحمل أسطوانة وتوجد قبة مخروطية الشكل ذات حواف متعددة. ترمز هذه القبة إلى أشعة الشمس التي تضيء الأرض والإنسانية.
يتم تعزيز رأس هذه القبة بشكل منهجي بسهم من البرونز يتكون من واحدة أو أكثر من الكرات ، تعلوه حلقة أو قمر هلالي أو نجمة أو حتى يد ، حيث يتم ربط الأقمشة الملونة. يمثل هذا السهم الكون والكواكب والشمس والنجوم التي خلقها الله. أما الألوان فتمثل ألوان قوس قزح[1].
غالباً ما يتكون الجزء الداخلي من الضريح الإيزيدي من غرفة منفصلة حيث يوجد التابوت المغطى بالحرير. كما توجد كوّة محفورة ضمن الجدار لحرق البخور وإضاءة النار المقدسة. وفي الكثير من الأحيان نجد الأقمشة المعقودة من قبل الحجاج للتعبير عن طلباتهم.
تشتمل المساحة المقدسة لأي ضريح إيزيدي على البلاطة التي تسبقها أو المساحة التي تحيط بها. لهذا السبب يجب على كل زائر خلع حذائه قبل الدخول إلى المكان.
_______
[1] قد يختلف هذا التفسير من جماعة إلى أخرى.
تاريخ وديموغرافية الإيزيديين في حتارة:
مع سقوط نظام صدام حسين في عام 2003 ، كان وضع الإيزيديين في حتارة جيداً للغاية إذ بدأوا كغيرهم الموجودين في العراق ، في تذوق ثمار الحرية والازدهار وكان يبدو المستقبل ممكناً. لم يكن وصول داعش مجرد صدمة نفسية ، بل كان أيضاً صدمة للحضارة. وصل طاعون جديد تحت اسم داعش الذي كان يمثل سقوط الإنسان.
كانت قرية حتارة أكبر قرية في المنطقة وواحدة من أقدم القرى في العراق إذ شهدت على العصر الآشوري و على مرور إسكندر الأكبر.
في عام 2014 ، قبل داعش ، كان هناك 11800 نسمة في حتارة. أجبر الإيزيديين على مغادرة قراهم بعد الخراب الذي ارتكبه هذه المنظمة الإسلامية. هاجر 6000 نسمة إلى أوروبا وفي عام 2018 ، كان في حتارة 6000 شخص.
شهادة: رنيم شامو درويش من حتارة
“لم يحدث في التاريخ الإيزيدي مثل هذه الكارثة الإنسانية، حتى في العهد العثماني وخاصة في القرن السابع عشر عندما كان الوضع صعباً في حتارة ، ولكن أيضاً في عامي 1792 و 1837 ، بقي الإيزيديون مرتبطين بأرضهم. في عام 1846 ، ارتُكبت عملية إبادة جماعية ضد الإيزيديين. تحمل مقبرة إيزيدية واقعة شمال غربي حتارة ذاكرة ما حدث. لكن الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين في عام 2014 كانت مختلفة. في هذا القرن من الرخاء ، مع هذا المستوى من التطور ، كيف يمكن معاملة الناس على هذا النحو؟ أين حقوق الإنسان؟ هذا لا يحتمل. غادر الجميع، إذ لا أحد يستطيع تحمل هذه الظروف”.
وصف ورمز ضريح بابه نوح للإيزيديين في حتارة:
يخصص هذا الضريح لأحد أكثر الشخصيات الإيزيديّة تبجيلاً وهو نوح، الذي يعتبر شخصية أساسية موجودة ضمن كتب الأديان الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام) فهو نبي الله ومخلص البشرية ، ويسمى أيضاً نبي النور: كل كائن ينبعث من الضوء يمكن اعتباره إيزيدي. في الإيزيدية يحتل نوح المركز الثاني بعد آدم.
بحسب التقليد الإيزيدي ، عاش نوح في بلاد ما بين النهرين العراقية في عين سيفني (شيخان) حيث بنى سفينته. أثناء الطوفان ، اخترقت صخرة هيكل السفينة و تم تشكيل ثقب ، وبدأت المياه في الاختراق وهددت بإغراق السفينة وعندها، كان هناك ثعبان أسود التف حول نفسه وقام بإغلاق هذا الثقب ، وبالتالي أنقذ الإنسانية الجديدة، وهذا هو السبب في تكريم الإيزيديين الدائم للثعبان الأسود، لتفانيه وحكمته. لذلك فإن الثعبان الأسود هو حيوان مهم للغاية في الأساطير الإيزيدية وغالباً ما يتم الترميز له على الآثار.
يعتبر ضريح بابه نوح الإيزيدي نصب تذكاري مدهش. يقع على قمة تلة ضمن حقل محاط ببوابة حديدية مع صورة مرسومة لسفينة نوح.
مخطط المبنى مربع الشكل وتم بناؤه من الحجر ، ويمكننا أن نرى المواد المستخدمة في البناء على القبة المخروطية الشكل ذو 28 حافة تخرج من قاعدة الضريح. يوجد في الجزء العلوي من هذه القبة سهم مكون من كرتين وهلال حيث توجد أقمشة معقودة.
الجدار الأمامي من المستوى الأول للضريح مغطى ببلاط خزفي ويعتبر هذا التجديد حديث نسبياً. والمثير للدهشة أنه يوجد فوق الباب الأمامي مباشرة لوحة جدارية خزفية تمثل قوارب شراعية تبحر في المحيط مع وجود كتابة باللغة الصينية. وفي الواقع ، لا تملك هذه الحجارة الخزفية أي قيمة إضافية إذ تم شراؤها لإكمال هذا العمل دون أي خصوصية تذكر.
يوجد ممر مصنوع من الاسمنت المسلح يحيط بالمبنى تم بناؤه مؤخراً ونلاحظ أن كل هذه المواد المستخدمة في عملية البناء تعطي للمكان مظهراً غير متجانس إلى حد ما.
معرض الصروح الأثرية
الأثرية المجاورة
المجاورة
المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الصروح الأثرية
صور عائلية، مقاطع فيديو، شهادات، شاركونا ملفاتكم لإغناء موقعنا
أنا أشارك