كاتدرائية القديس يوسف في عنكاوا
تقع كاتدرائية القديس يوسف 36°13’38.46″ شمالاً و 43°59’31.50″ شرقاً وعلى ارتفاع 410 أمتار عن مستوى سطح البحر.
في عام 1969 تم إنشاء أسقفية أربيل بسبب تزايد عدد السكان المسيحيين في المنطقة. تعهد الأسقف الأول لأبرشية أربيل ، المطران ستيفان بابقة (1969-1993) ببناء كاتدرائية و أسقفية مجاورة لها تحت رعاية مار يوسف (القديس يوسف). تم تكريس كاتدرائية مار يوسف في 7 نيسان 1981 و تم تحديثها بالكامل وتوسيعها في عام 2017.
تم إطلاق توأمة بين أبرشية ليون والموصل في 29 تموز عام 2014 في كاتدرائية مار يوسف في عنكاوا ، خلال قداس احتفل به البطريرك الكلداني لويس رافاييل ساكو الأول ورئيس أساقفة ليون ، فيليب بربارين .
التصوير: كاتدرائية القديس يوسف في عنكاوا. الواجهة. آذار 2018 © بولين بوشاير / ميزوبوتاميا
الموقع:
تقع كاتدرائية القديس يوسف 36°13’38.46″ شمالاً و 43°59’31.50″ شرقاً وعلى ارتفاع 410 أمتار عن مستوى سطح البحر.
كانت عنكاوا سابقاً قرية صغيرة تقع خارج البوابة الشمالية (بوابة أمك آباد) لقلعة أربيل. أما اليوم فقد تم دمجها إلى المدينة ، التي لا يزال مركز ثقلها هو القلعة إذ يتم تنظيم المدينة حولها وتطويرها بطريقة دائرية.
أربيل هي عاصمة إقليم كردستان العراق ذات الحكم الذاتي. تضم أكثر من مليون ونصف نسمة و تقع على بعد 30 كم شرق الزاب الأكبر ، أحد روافد نهر دجلة ، وعلى بعد 80 كم إلى شرق الموصل و 25 كم جنوب السفح الجنوبي للجبل الكردي.
لمحة تاريخية:
تعتبر مدينة أربيل ، المسماة بأربيله الآشورية في العصور القديمة ، قريبة نسبياً من المكان المفترض أن يتواجد فيه سهل غوغاميل حيث وقعت المعركة الشهيرة التي فاز فيها الإسكندر المقدوني الكبير على الفارسي داريوس الثالث في عام 331 قبل الميلاد. العاصمة القديمة للمملكة الاشورية أديابين التي ارتعشت بين الإمبراطوريات الفارسية والرومانية والأرمنية ، ومن المعروف أن هذه المنطقة كانت في القرن الأول إحدى أماكن تواجد اليهودية في بلاد ما بين النهرين التي ربما سعى المسيحيون الأوائل إلى تبشيرها. “المناطق التي وصل إليها التبشير غير معروفة ، لكن من المعتقد بأن المتحولين الأوائل هم من اليهود الذين يعدّون من السكان المهمين في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين ، وحتى إلى ما أبعد من دجلة ، منذ ترحيل بابل أثناء حكم نبوخذ نصر. من المحتمل أن تكون الجهود الأولى للتبشير مورست ضمن هذا المجتمع ، كما حدث بالفعل في جميع مدن الإمبراطورية الرومانية”[1]. وهنا مرة أخرى ، تشتهر المراحل الأولى من التبشير بأن لها صلة بالرسل آداي وبرثولماوس وخاصة توما وتلاميذهم. بحسب التقاليد يقال أنه “تم توقيف توما في قطيسفون أثناء رحلته إلى الهند.[2]”
في بداية القرن الرابع ، عرفت أديابين الواقعة في أقصى جنوب المملكة الأرمنية ، موجة جديدة من التبشير ، بعد أن أصبحت أرمينيا أول “دولة” مسيحية في التاريخ حوالي 301. “ربما أيضا ، حوالي 328-329 تمت هناك مقابلة بين الحاكمين المسيحيين الوحيدين في ذلك الوقت: الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول والأرمني تيريدات الثالث. أكد قسطنطين الأول دور تيريدات الثالث في تبشير الشرق. وهكذا شارك المبشرون الأرمن في تبشير بلاد ما بين النهرين والمملكة الساسانية ، كما ذكر المؤرخ اليوناني سوزومين حوالي عام 402: “ثم ، بين الشعوب المجاورة ، تقدم الأيمان وازداد على نحو كبير، وأعتقد أن الفرس بشروا أنفسهم بفضل العلاقات الهامة التي حافظوا عليها مع الأوزرويين والأرمن (…) [3]”». أصبحت أربيل مكان المقعد الأسقفي وعرفت الإسلام مع الفتح الإسلامي والخلافة العباسية في نهاية القرن السابع مما مهد الطريق لأسلمة المنطقة بأكملها دون انقطاع حتى يومنا هذا ، على يد السلاجقة ، المغول ، الفارسيون ، الأتابكة ، العثمانيون والأكراد.
أصبح مسيحيو أربيل وعنكاوا تدريجياً من أعضاء الكنيسة الكلدانية (الكاثوليكية) ، وهم في الأصل أعضاء في كنيسة المشرق الرسولية. حدثت هذه الحركة بشكل رئيسي في القرن الثامن عشر حيث تم نقل التراث بنفس الطريقة من كنيسة إلى أخرى.
في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ، كتب المبشر الفرنسي الدومينيكي جاك ريتوري ، الذي كان في أربيل ، “باستثناء عدد قليل من العائلات اليهودية ، فإن جميع السكان هم من المسلمين ويمكن أن يصل عددهم من اثني عشر إلى خمسة عشر ألف نسمة (…). لا يوجد مسيحيون يعيشون في إربيل ، ومع ذلك كان هؤلاء يشكلون سكان المدينة في العصور القديمة حيث كانت محل إقامة الأسقف الكاثوليكي. السكان المسيحيون الذين اضطهدوا وتعرضوا لمضايقات مستمرة في هذه المنطقة ، تخلوا عنها لفترة طويلة واستقروا في منطقة ليست ببعيدة ، وهو المكان الذي توجد فيه اليوم قرية الكلدان في عنكاوا (…) يقوم ستة كهنة بقيادة هذا الوجود المسيحي المكون من حوالي مائتين وخمسين عائلة.[4] ”
_______
[1] ضمن تاريخ كنيسة المشرق، ريموند لو كوز، طبعة سيرف،1995،ص22
[3] ضمن أرمينيا، أطلس التاريخ، ص22 وخريطة ص23. طبعة مصادر من أرمينيا 2017
[4] ضمن رحلة مبشّر في كركوك والسليمانية أثناء الإمبراطورية العثمانية،1879 ص. 492-493
العصور الحديثة:
في فجر القرن الحادي والعشرين وفي عكس التاريخ ، أصبحت أربيل وعنكاوا مرة أخرى مركزاً مسيحياً رئيسياً. رحبت عنكاوا ، شمال المدينة ، بعشرات الآلاف من المسيحيين الواصلين من بغداد والموصل وسهل نينوى والبصرة بسبب الاضطهاد المناهض للمسيحيين الذي ترتكبه جماعات المافيا-الإسلامية التي ازدهرت منذ غزو العراق من قبل الولايات المتحدة في عام 2003. سياسة الاستقبال في المنطقة الكردية لمسيحيي العراق ، والتي نفذها الرئيس الأسبق لمنطقة الحكم الذاتي في كردستان العراق مسعود البارازاني مرئية بشكل خاص في أربيل – عنكاوا. بالإضافة إلى مخيمات اللاجئين المسيحيين واليزيديين ، يوجد العديد من الكنائس الجديدة والكبيرة من جميع الطوائف، والعديد من المستوطنات لآلاف العائلات المسيحية في المدينة ، حيث تم بناء المدارس والمستوصفات التي تديرها الكنائس ، ونقلت كلّية بابل في بغداد … هذه المبادرات العديدة والمتنوعة تعزز حيوية عنكاوا المسيحية. هذه السياسة تفيد أيضا المنظمات المسيحية للتضامن الدولي والكنائس في جميع أنحاء العالم الذين يقيمون علاقات أخوية مع نظرائهم في أربيل – عنكاوا. في هذا الصدد ، كانت هناك زيارات منتظمة منذ عام 2008 من قبل الأساقفة الفرنسيين مارك ستينجر وميشيل دوبوست وباسكال جوليتش وفيليب باربارين.
إطلاق توأمة مدينتي ليون – موصل في مار يوسف:
تم إطلاق توأمة أبرشية ليون والموصل في 29 تموز 2014 في عنكاوا ، في كاتدرائية القديس يوسف ، خلال قداس شارك فيه البطريرك الكلداني لويس رافاييل ساكو الأول، ورئيس أساقفة ليون ، فيليب بربارين وتعتبر واحد من أهم الأمثلة وأكثرها فائدة لهذا التجديد[1].
_______
[1] مراجعة موقع www.lyonmossoul.fr .
تاريخ البناء:
في عام 1969 تم إنشاء أسقفية أربيل بسبب تزايد عدد السكان المسيحيين في المنطقة وكان سابقاً قد تم دمج أربيل مع أبرشية كركوك.
تعهد الأسقف الأول لأبرشية أربيل ، المطران ستيفان بابقة (1969-1993) ببناء كاتدرائية وأسقفية مجاورة لها تحت رعاية مار يوسف (القديس يوسف).
تعتبر هذه الرعاية واسعة النطاق في الكنيسة الكلدانية ورغب بها المطران بابقة ، الذي صلى إلى مار يوسف من أجل إنشاء هذه الأسقفية.
مولت الحكومة العراقية بناء الكاتدرائية. بدأ العمل في عام 1978 واكتمل في عام 1980 وكرست كاتدرائية مار يوسف في 7 نيسان عام 1981.
في ذلك الوقت ، كانت الكاتدرائية تقع على الطرف الجنوبي من عنكاوا ، التي كانت لا تزال قرية صغيرة فقط. في الوقت الحاضر ، مع التطور الحضاري الكبير ، أصبحت عنكاوا مدينة كبيرة نسبياً في منطقة أربيل. تقع كل من كاتدرائية مار يوسف والأسقفية الكلدانية الآن في قلب عنكاوا التي تتطور باستمرار ، بسبب الاستيطان الطويل الأمد للمسيحيين النازحين.
أغلبية سكان عنكاوا هم من المسيحيين ولذلك تشكل ملاذاً للسلام لمسيحيي العراق ، في بلد يمر بمرحلة إعادة تنظيم سياسية وطائفية كاملة. لكل هذه الأسباب ، أصبحت كاتدرائية مار يوسف في التسعينات و الألفية الثانية قطباً أساسياً للمجتمع الكلداني.
وصف الكنيسة منذ تأسيسها وحتى 2017:
في عام 1978 ، كُلِّف مهندس من الموصل بوضع مخطط بناء كاتدرائية القديس يوسف الكلدانية في عنكاوا.
تم تصميم المبنى على الطراز البابلي، الذي يعتبره الكلدان أصل جذورهم وتراثهم. تقدم الكنيسة ذات الشكل المتعرج نمطاً نموذجياً لبلاد الرافدين القديمة، لكن دون استخدام نفس المواد أو تقنيات البناء.
حدث أول تجديد متواضع في عام 2007 قبل تحديث الكنيسة بالكامل وتوسيعها في عام 2017، بدعم المطران بشار وردة ، الأسقف الكلداني الخامس في أربيل (منذ رسالته الأسقفية في 3 تموز 2010).
كلّف الاسقف المهندس المعماري بطرس خاممو بأعمال البناء. أصله من بغداد، ثم انتقل واستقر في أربيل عام 2010 وهو مهندس متخصص في بناء وتجديد الكنائس ، وقام المهندس فادي مطلوب بمساعدته في هذه المهمة.
تم تمديد كاتدرائية مار يوسف من جهة الطول بإضافة ممر في الجزء الخلفي من المبنى ، بالإضافة إلى رواق المدخل وتم إضافة عناصر زخرفية جديدة.
في الأصل، كانت الكنيسة الكلدانية، التي ولدت من انقسام عن الكنيسة الشرقية في القرن السادس عشر ، والتي تحولت تدريجياً إلى رمز للتصوير والزخرفة، خاصة منذ مجمع الفاتيكان 2 وتم تجديدها منذ التسعينيات كالعديد من الكنائس الأخرى.
يوجد فيها 6 أيقونات رسمها الرسام العراقي بسام صبري، تمثل حياة القديس يوسف وتزين جدار الحنية خلف المذبح العالي لكاتدرائية مار يوسف. إنها مستوحاة من اللوحات الموجودة في المخطوطات الكلدانية الموجودة ضمن الأديرة في المنطقة.
في وسط هذا الجدار، توجد كوة كبيرة فيها صليب خشبي يبلغ طوله حوالي 1.50 م وعند قدميه توجد حمامتان. تم نحت هذا الكوة على شكل نصف دائري تذكيراً بأسلوب التصميم المعماري المسمى
“قرص العسل” الموجود في المساجد أو الكنائس في المنطقة. كما تم استخدام الخشب لتزيين الأعمدة الموجودة على جانبي المذبح.
من أهم الأشياء الموجودة ضمن الكاتدرائية هي الثريا الضخمة على شكل زقورة مقلوبة، معلقة من القبة في وسط الكنيسة. وزنها 1750 كغ وتتكون من 3700 قطعة واستغرق الأمر 12 يوماً لتثبيتها ضمن الكنيسة. تم تصميم القطع من قبل الشركة المعمارية التي كانت مسؤولة عن ترميم الكاتدرائية، وتم صنعها في الصين كما يوجد نسخ مصغرة منها تزين الممرات المركزية للكنيسة.
نجد أيضاً ضمن الكاتدرائية 4 قبور يوجد عليها كتابات عائدة للمطارنة حنا ملو ، يعقوب شير ، ستيفان باباقا، وأخيراً أندراوس أبونا (سكرتير البطريرك الذي توفي في أربيل أثناء زيارته لأخيه).
معرض الصروح الأثرية
الأثرية المجاورة
المجاورة
المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الصروح الأثرية
صور عائلية، مقاطع فيديو، شهادات، شاركونا ملفاتكم لإغناء موقعنا
أنا أشارك