كنيسة مار ايث الاها في دهوك – نوهدرا
تقع كنيسة مار ايث الاها في دهوك (بالسريانية نوهدرا ) شمالاً 36.86194
شرقاً 42.985على ارتفاع 543 متر عن سطح البحر.
حتى سقوط الإمبراطورية العثمانية، كان أغلبية سكان دهوك من المسيحيين. واليوم، معظمهم من الأكراد المسلمين السنّة.
كانت كنيسة مار ايث الاها الأصلية إحدى أقدم كنائس داهوك، إن لم تكن أقدمها.
تشهد المصادر على وجود دير بهذا الاسم في القرن السابع.
رمم البناء الحالي عدة مرات وتم توسيعه خلال القرن العشرين، وقد أقيمت الكنيسة الحالية بدلاً من كنيسة مار ايث الاها القديمة.
الموقع
تقع كنيسة مار ايث الاها 36.86194شمالاً 42.985شرقاً على ارتفاع 543 متر عن
سطح البحر. تقع كنيسة مار ايث الاها في مدينة دهوك (بالسريانية نوهدرا) في قلب منطقة كردستان العراق المستقلة.
تتمتع دهوك بموقع متميز، على بعد 75 كم شمال الموصل و155 كم شمال غرب أربيل، عاصمة إقليم كردستان. تتكئ على سلسلة جبال الحدود الشمالية لكردستان العراق، وتطل على السهل الذي يمتد على طول الضفة الشرقية لنهر دجلة.
التسمية
كما هو الحال في بلاد ما بين النهرين، يحمل اسم دهوك تنوع الثقافات والحضارات التي تتالت عليها. الناطقين باللغة الكردية يفضلون دوهوك، والناطقين باللغة العربية سيختارون دهوك، بينما السريان يريدون الحفاظ على لفظ نوهدرا.
نبذة عن التاريخ المسيحي
أغلبية سكان دهوك (بالسريانية نوهدرا) كانوا من المسيحيين حتى سقوط الإمبراطورية العثمانية. في أواخر القرن التاسع عشر، حدثت تغيرات عميقة وجذرية في التوازن الديموغرافي والطائفي محلياً وإقليمياً بسبب الغارات الكردية وأعمال الإبادة الجماعية ضد الآشوريين والكلدانيين (1915-1918) ثم مذبحة سميل عام 1933. واليوم، فإن معظم سكان دهوك هم من الأكراد المسلمين السنّة. معظم المسيحيين الذين يعيشون هناك هم أعضاء الكنيسة (الكاثوليكية) الكلدانية. تمكنت كنيسة المشرق من الحفاظ على بصمتها التاريخية في دهوك حيث كانت الطائفة السائدة في آشور منذ آلاف السنين. بعد انقسام عام 1553، لم يتم الانتقال من كنيسة المشرق إلى الكنيسة الكلدانية بشكل مباشر. ففي سنة 1676، أحصى المبشر الدومينيكاني باليت الذي زار دهوك 30 عائلة كاثوليكية وكنيسة واحدة، وهي على الأرجح كنيسة القديسة العذراء. احتلت الكنيسة الكلدانية مكانتها العالية التي نعرفها اليوم في أواخر القرن الثامن عشر وخلال القرن التاسع عشر. في عام 1913، أحصى الأب جوزيف تفينكدجي 350 كلداني في دهوك، اثنان من الكهنة، كنيسة ومدرسة واحدة.
سنشير أيضا إلى وجود مجتمع مسيحي، أرمني صغير جداً في دهوك، وهم لا يعتبرون من السكان الأصليين، ويتصف هذا المجتمع بهشاشة الكنيسة الشرقية مما يتناسب عكساً مع جذوره في التاريخ.
سيرة حياة القديس
ايث الاها تعني بالسريانية < الله موجود> أو < يوجد إله>. يشير هذا التعبير إلى أسم عائلة أحد القديسين الآشوريين، وفي نفس الوقت يمثل اسم المكان الوحيد الرمتبط به للحج في بلاد ما بين النهرين في العراق.
المصادر التاريخية والأكاديمية المتاحة عن حياة مار ايث الاها بعيدة كل البعد من أن تكون قادرة على إرضاء علماء عظيمين أمثال الأب بول بيترز وجان موريس فييه. يبقى لدينا التراث، حيث يعتبر مار ايث الاها شهيد القرن الرابع حوالي 379عام، كان ضحية لملك بلاد فارس الساسانية شابور الثاني. تفيد التقاليد، بحسب وقائع سيرت، أن نبات الآس قد نما في المكان الذي استشهد فيه مار ايث الاها. ويضيف كتاب العفة (ليفر دي لا شاستيته)، أنه بعد فترة من الزمن، وفي نفس المكان تم بناء كنيسة مار ايث لاها تحت اسم المباركين.
وبالتالي كانت كنيسة مار ايث الاها الأصلية إحدى أقدم كنائس داهوك، إن لم تكن أقدمها حيث تشهد المصادر على وجود دير بهذا الأسم في القرن السابع.
رمم البناء الحالي عدة مرات، وتم توسيعه خلال القرن العشرين، وقد أقيمت الكنيسة الحالية بدلاً من كنيسة مار ايث الاها القديمة.
من كنيسة إلى أخرى، هل الموقع الحالي للكنيسة هو بالفعل مكان تلك القديمة؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال لأنه لا يوجد أي أثر مرئي للعصور السابقة.
منذ أكثر من 50 عاماً كشف جان موريس فييه عن وجود ” آثار من الجدران التي تشير إلى تكبير الدير القديم والقبور التي تعود على الأرجح للرهبان التي اختلطت مع قبور المؤمنين الذين رغبوا أن يدفنوا بجانب الضريح ” . في وقت سابق كان يوجد نبع داخل الدير على بعد دقائق من الكنيسة بحسب جان موريس فييه، وكان السكان يأتون بحثاً عن النعمة والشفاء والمعجزات.
وصف الكنيسة
كنيسة مار ايث الاها الحالية عبارة عن بناء ضخم حديث من الحجر والاسمنت المسلح، يطل على فناء نصل إليه عن طريق منحدر مائل بلطف، على شكل قاعة مليئة بالأسوار، بأشكال هندسية للعمارة البابلية التي غالبا ما تستخدم اليوم من قبل الكنيسة الكلدانية في العراق والشتات.
يتكون سقفها المسطح المزدوج من الشرفات التي نجد في أحد جوانب نهاياتها القبة ومن جانب آخر برج الجرس.
على المنحدر الشرقي، فوق المحراب، نجد القبة الدائرية التي تستريح على حائط ضيق يعلوها فانوس مزيف مزوّد بصليب معدني. على المنحدر الغربي، تم تجهيز الكنيسة ببرج مربع للجرس أقيم فوق الشرفة يعلوه صليب معدني كبير.
في كل جناح من المبنى باب جانبي يطل على الممرات. وعادة ما يستخدم كمدخل ومخرج أثناء القداس الإلهي.
يمتاز الجزء الداخلي للمبنى بالكلاسيكية إلى حد ما. ويستقر الممر المركزي والممرات الجانبية على 3 أزواج من العواميد المصنوعة من رخام الموصل، بالإضافة إلى زوج من الأعمدة المربعة عند مدخل الجوقة. قبة الممر المركزي مرتفعة نسبة لتلك الجانبية.
يصطف خلف المحراب وعلى جدار الممر ألواح من الرخام المنحوت في محوره الرئيسي صليب لاتيني كبير مكوّن من الزجاج الملون بتصاميم متلألئة.
داخل الكنيسة فارغ إلى حد ما.. رخام الموصل بروعته ولونه الرمادي يعطي الكنيسة طابعها العراقي.
يوجد تمثال مطلي لمار ايث الاها خارج المبنى لكنه لا يمثل أي قيمة فنية أو جمالية معينة.
حجمه أكبر بقليل من الحجم البشري، يقف بفخر أمام جبال كردستان وكأنه يقول “الله موجود”، في المكان الذي وجد فيه مسيحيو بلاد ما بين النهرين ملاذهم الأخير في مطلع القرن الحادي والعشرين.
في كل عام يقام حج مار ايث لاها في أربعاء عيد الفصح.
معرض الصروح الأثرية
الأثرية المجاورة
المجاورة
المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الصروح الأثرية
صور عائلية، مقاطع فيديو، شهادات، شاركونا ملفاتكم لإغناء موقعنا
أنا أشارك