دير مار متى
شمالاً 36.49002شرقاً 43.44278يقع دير مار متى
وعلى ارتفاع 817 م على جبل مقلوب شمال محافظة نينوى،
على بعد 38 كم من شمال شرق الموصل.
بحسب التقاليد، يعود أصل متى إلى منطقة ديار بكر، جنوب شرق تركيا حالياً،
وبشكل أدق قرية أبكرشات.
منذ نهاية القرن الرابع كان يضم الدير الآلاف من الرهبان.
دير مار متى. مخطط محرر عام 1852 © ج. ب. بادغر، من {النسطوريين وطقوسهم}، لندن، جوزيف ماستر
الموقع
يقع دير مار متى 36.49002 شمالاً 43.44278 شرقاً على ارتفاع 817 متر على جبل مقلوب ( ويسمى أيضاً جبل الألفاف) شمال محافظة نينوى، على بعد 38 كم من شمال شرق الموصل.
يقع هذا الدير السرياني الأرثوذكسي على حافة قمة صخرية، ويقدم بصورة استثنائية تصوراً مزدوجاً. لو شوهد من الوادي، يبدو معلقاً بين السماء والأرض داعياً المشاهد للتأمل. وعلى العكس من ذلك، ومن شرفته، يطل على أفق ذات 180 درجة، وكأنه يرعى من في الأسفل من سكان نينوى.
بلا شك، نحن هنا في واحدة من أجمل المناطق المسيحية الآشورية القديمة. يعد هذا الدير السرياني الأرثوذكسي (اليعاقبة) الأكبر في بلاد ما بين النهرين وينافس من حيث السُلطة والعَظَمة البعض من أكبر أديرة السريان الأرثوذكس في طور عابدين، جبل خادمي الله، في أقصى جنوب شرق تركيا حالياً.
الأسطورة الذهبية
بحسب الأسطورة الذهبية – التقاليد – يعود أصل متى (ماثيو) إلى منطقة ديار بكر – بالسريانية أميد – في جنوب شرق تركيا حالياً، وبشكل أدق قرية أبكرشات. يقول المرتد أنه كان راهبا قبل اضطراره للفرار من اضطهاد الإمبراطور الروماني جوليان، بسبب محاولته القضاء على المسيحيين قبل أقل من 50 عاما على توبة عمّه قسطنطين الأول. من قبيل الصدفة، تم تأسيس الدير عام 363، سنة وفاة جوليان بعد معركة المائن ضد الفرس الساسانيين.
ترتبط سيرة القديس متى بشكل خاص مع المعمودية وباستشهاد بهنام وسارة، واهتداء والدهم سنحريب ملك نمرود (مراجعة نشرة دير مار بهنام). بحسب التقاليد، قام سنحريب ببناء الدير على جبل مقلوب، بناء على طلب متى. رأي آخر يقول أنه بني بمبادرة من الملكة شيرين.
عانت قصة حياة متى الديار بكري والتي نُقلت عن طريق التقليد من الانتقادات <الحقيقة التاريخية>، التي يذكرها المستشرق جان موريس فييه ضمن كتابه آشور المسيحية. بعد تقديمه للحجة العلمية الخاصة به، ذكر تحفّظات بطريرك السريان الأرثوذكس لأنطاكية وسائر المشرق، سيادة مار اغناطيوس يعقوب الثالث.
مع ذلك أكد المستشرق والدومينيكان نقطة التقارب قائلا: ” في الأساس، يتفق النساطرة مع اليعاقبة: في القرن الرابع أو على الأكثر في بداية القرن الخامس بُني الدير من قبل ناسك < يوناني > “.
نبذة تاريخية
بعد خضوعه لإدارة كنيسة السريان الأرثوذكس، يقال أن الدير كان يضم الآلاف من الرهبان في نهاية القرن الرابع. ولهذا السبب قد يكون سمي جبل مقلوب، الملقب ب ( جبل الألوف)، الذي يحدّثنا مفصلاً عن ازدهار كنيسة السريان الأرثوذكس ودير مار متى في شمال بلاد مابين النهرين وما بعدها.
أصبح الدير مكاناً لإقامة مفريان الشرق بعد مغادرته تكريت (مفريان: لقب يعطى لرئيس كنيسة السريان الأرثوذكس لبلاد ما بين النهرين. ألغي لقب مفريان الشرق عام 1859) وكان للدير علاقات وطيدة مع كنيسة سيرو مالانكارا في الهند.
بعد تلقي هجمات الأكراد وخاصة في القرنين الثاني عشر والرابع عشر، شكّل الدير مكاناً للمقاومة، والأكثر من ذلك، ملجأ للسكان المحليين ومسيحيي المنطقة المضطهدين.
وهكذا، لجأ إلى الدير بطريرك كنيسة المشرق سيمون بطرس الثاني والعشرون حيث توفي عام 1918 بعد الإبادة الجماعية الآشورية الكلدانية من قبل الإمبراطورية العثمانية، بينما نزح 60 000 من الأشوريين في أورميا (بلاد فارس) نحو بلاد ما بين النهرين.
دير واحد، عدة كنائس
يتكون المجمع الرهباني من عدة كنائس(الرئيسية منها مكرّسة لمار متى)، مصلّيات لوفاء النذور، يضاف إليها صوامع المتنسكين المنحوتة ضمن الجبل، مقدمين شهادة نابضة بالحياة من الإيمان البدائي الذي أغمي عليه اليوم، لكنه نجا بعد أن ضحى بنفسه بسبب تعديات رهيبة.
أخبار
أما الهجوم الأخير لداعش في عام 2014، فقد توقف في الوادي على بعد بضعة كيلومترات من الدير، في حين تم إخلاء القرى السفلية ونقل ساكنيها مؤقتا إلى دير مار متى.
وفي مواجهة هذه المخاطر الجديدة على البشرية والتراث، تم أتمتة مجموعات مكتبة دير مار متى بمساعدة جمعية أوفر د-أورينت (خدمة المشرق).
يعتبر دير مار متى نقطة في بحر روعته، المجتمع الرهباني الصغير الذي لا يزال يعيش في هذا المكان، يحرص على تراث ساحر محاط بالقرويين ولايزال العديد من الحجاج يأتون وبنفس الحماس.
معرض الصروح الأثرية
المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الصروح الأثرية
صور عائلية، مقاطع فيديو، شهادات، شاركونا ملفاتكم لإغناء موقعنا
أنا أشارك