دير الربان هرمزد
يقع دير الربان هرمزد شمال محافظة نينوى على حافة إقليم كردستان العراق المستقل 36.7490278 شمالا ً 43.1149916 شرقاً.
معلّق على جانب منحدر على ارتفاع 815 متر على بعد 2 كم من شمال شرق مركز مدينة ألقوش و2 كم من شمال غرب قرية بوزان اليزيدية، يتمتع هذا الدير بموقع جغرافي رائع على بعد 10 كم من الضفة الشرقية لنهر دجلة.
تم تأسيسه في القرن السابع، هو واحد من أقدم الأديرة المسيحية في العراق.
مدعّم بالكتلة الجبلية التي تقع على حدود آشور القديمة وعلى طول الحدود الدولية العراقية، التركية والإيرانية. يجسد دير الربان هرمزد تاريخ المسيحية المضطرب في بلاد ما بين النهرين
الموقع
يقع دير الربان هرمزد شمال محافظة نينوى على حافة إقليم كردستان العراق المستقل 36.7490278 شمالا ً 43.1149916 شرقاً.
معلّق على جانب منحدر على ارتفاع 815 متر على بعد 2 كم من شمال شرق مركز مدينة ألقوش و2 كم من شمال غرب قرية بوزان اليزيدية، يتمتع هذا الدير بموقع جغرافي رائع على بعد 10 كم من الضفة الشرقية لنهر دجلة.
جنوباً، يطل على الأفق الصحراوي لنينوى حيث تقع موصل على بعد 40 كم. شمالاً، مدعّم بالكتلة الجبلية التي تقع على حدود آشور القديمة وعلى طول الحدود الدولية العراقية، التركية والإيرانية. يبدو هذا الدير كلؤلؤة موضوعة في علبة مجوهرات. على مرّ العصور، كانت المنافسات الجيوسياسية تخلّ بالهدوء الضروري للحياة الرهبانية.
نبذة تاريخية
كتب جوزيف حابي في دراسة له أنه تم تكريس دير الربان هرمزد الذي تأسس في القرن السابع في عهد البطريرك يشو عيهب الثاني (47/628-644)، وبعبارة أخرى ” في سنوات الفتح الإسلامي “. لقد ناقش الدومينيكان والمستشرق جان موريس فييه هذا التاريخ ضمن كتابه آشور المسيحية (النسخة الثانية، صفحة 534، المطبعة الكاثوليكية في بيروت)، لأن الكاثوليكوس تومارسا الذي جاء لتكريس الدير عاش حتى نهاية القرن الرابع. لذلك قد تكون فكرة تأسيس الدير قبل هذا التاريخ مقبولة.
من هو الربان هرمزد؟
ُظهر المصادر الأصل الفارسي للربان هرمزد. تقول سيرته التقديسية أنه وأثناء قيامه برحلة حج إلى أورشليم، عبر هرمزد الفارسي الموصل حيث التقى بثلاثة رهبان ” الذين قاموا بتحويل مساره حيث ذهب معهم نحو الشرق، باتجاه مارغا في دير بار ايتا ” يقول جان موريس فييه. وهناك أصبح راهباً وعاش لمدة 39 عاماً بما في ذلك 32 عاماً داخل صومعة. بعد ذلك، ستقوده سيرته الترحالية إلى دير ريسا (مور ابروهوم) على جبل مقلوب برفقة مجموعة صغيرة من المرافقين حيث مكثوا لمدة 6 أو 7 سنوات.
في نهاية هذه الفترة انقسمت المجموعة. ذهب هرمزد وتلميذه ابراهام إلى قمة أخرى، بيدري. عاش هرمزد وحده في كهف بعد أن تركه ابراهام ايؤسس ديره الخاص في باتانيا. لا شك أن الربان هرمزد كان يتلقى الزوار والحجاج طالبي الشفاء في صومعته. شفاعة صانع المعجزات لا تزال مطلوبة حتى يومنا هذا.
توفي الراهب والقديس النسطوري الربان هرمزد في سن ال90 (بعد مضي 25 عاماً على تأسيس ديره الذي كان يحوي مائة من الرهبان)، وكاد أن يحتفل بثالث يوم اثنين بعد عيد الفصح و بتاريخ 15 آب، إلا أنه حدثت بعض الاضطرابات بين كنيسة روما والكنيسة الشرقية وأصبح مرادفها، الشهيد الفارسي-الكلداني للقرن الخامس. في الأول من شهر أيلول، وبعد تكريس ذكرى ثالث يوم اثنين بعد عيد الفصح إلى شهيد آخر، سجلت الكنيسة النسطورية الربان هرمزد ضمن السنكسار بعد أن تم بشفاعته شفاء رجل ضرير في القرن التاسع، أي بعد قرنين من وفاته.
دُفن الربان هرمزد ضمن ضريح دير بسيط، وتم نقله إلى مكانه الحالي في الدير بسبب حدوث الزلازل.
صوامع في جميع أنحاء الجبل
تشهد جغرافية الدير على صعوبة حياة الناسك. الجبل الذي يقع عليه الدير مغطى بغرف صخرية. أربعون منها لا تزال موجودة. البعض منها يصعب الوصول إليه، وتم دمج البعض الآخر تدريجياً لمبنى الدير. بعضها صغير جداً والبعض الآخر أكبر. تكشف هذه الشبكة من الخلايا الكهفية، كما في العديد من الأديرة الشرقية، أهمية الزهد، ولكن أيضاً ودون شك الوسائل المستخدمة لحماية نفسها.
الغزوات الدائمة
في تاريخه الذي يعود إلى قرون، لم يسلم دير الربان هرمزد من جيوش الغزاة مثل أكراد هكاري (جنوب شرق تركيا اليوم)، الذين دمروا المنطقة و قُراها وأديرتها في القرن العاشر. وهكذا تم بعثرة رهبان الربان هرمزد. وقد لحقت بفترات الاضطهاد فترات التجديد. هكذا وفي بداية القرن الثالث عشر، عاش في دير الربان هرمزد ” أول ناسخ معروف في الدير، الأب الراهب دانيال، الذي ندين له بإنجيل في 1208 وبالعهد الجديد في 1222، حيث لا يمكننا معرفة إذا كان بخط يده، (لكن) كُتب ر. هرمزد[1]“.
شهد القرنين الرابع عشر والخامس عشر العديد من الغزاة، نذكر منهم المغول وتيمورلنك، الذين كانوا السبب لأعمال النهب والتشتت في الدير.
اكتسب دير الربان هرمزد أهميته التاريخية من خلال الصراعات السياسية واللاهوتية التي ظهرت بين كنيسة روما وكنيسة الشرق.
في التاسع من نيسان عام 1553، عيّن البابا جول الثالث يوحنا سولاقا، المسؤول عن ر. هرمزد، البطريرك الأول للكلدانيين. أرسل يوحنا سولاقا إلى روما من قبل الأساقفة النسطوريين الذين كانوا في صراع مع البطريركية، وعاد منها حاملاً لباس الأساقفة، بمرسوم بابوي. بالعودة إلى الشرق، سافر البطريرك الكلداني من القسطنطينية إلى ديار بكر للقاء السلطان العثماني سليمان الأول، المعروف بالرائع، للحصول على الاعتراف والشرعية التي حصل عليهما. وفي هذا الصدد، يجب التأكيد على السياق الجيوسياسي للزمن. كانت الإمبراطورية العثمانية في الواقع في حالة حرب مع بلاد فارس، التي لم تخلو من العواقب على الكنائس المحلية، ونزاعاتها وخياراتها السياسية.
بعد أن وضع أسس بناء الكنيسة الكلدانية، سُجن يوحنا سولاقا من قبل الباشا الكردي في العمادية (أقصى شمال العراق) وأخيراً قُتل من قبل أتباعه، لا شك بتحريض من جماعة البطريركية النسطورية من بار ماما. بعد ان أصبح دير الربان هرمزد مقراً للإقامة البابوية، لم يتوقف أبداً عن مقاومة الاضطهادات والهجمات الكردية، لكن أيضاً الزلازل التي كانت تتطلب أعمال ترميم وإعادة بناء دائمين.
وقع الهجوم الأهم في نيسان 1842. انتهى بنهب الدير من قبل اسماعيل باشا، أمير “العمادية”. تم تمزيق وحرق الكتب، وتم أيضاً حبس وتعذيب الرهبان ضمن زنزانة، ومن ثم سيق رئيس الكهنة واثنا عشر من رجال الدين وراء القوّات المهاجمة. بعد عدة أشهر من التعذيب، توفي رئيس الكهنة وأحد الرهبان، الكاهن موسى، ضمن سجون العمادية. في العام التالي عندما جاء بادغر (جورج بيرسي بادغر، مبشّر انغليكاني ومستشرق) إلى هناك، كان عدد الرهبان [2]39 راهب.
في عام 1850، تم استنساخ نفس المشاهد ولكن مع خسارة أكثر من ألف مخطوطة قيّمة، على الرغم من “التأمين عليهم ضمن مبنى صغير في الجزء السفلي من الوادي، [ولكن] جرفتهم السيول في شباط من العام التالي (1851)[3]. “
على مر التاريخ أصبح دير الربان هرمزد أهم مقعد بطريركي لكنيسة المشرق ومن ثم بالنسبة للكنيسة الكلدانية. تجسد المقابر التي يحتوي عليها الدير الحالة الدينية والجيوسياسية المعقدة.
[1] ضمن كتاب آشور المسيحية، جان بيير فييه.
[2] ضمن كتاب آشور المسيحية، النسخة الثانية، صفحة 547، جان موريس فييه، المطبعة الكاثوليكية في بيروت.
[3] Id
دير واحد، عدة كنائس
بالإضافة لمدفن مؤسسها المقدس، يكشف الدير عن العديد من رفات الرهبان، رؤساء الكهنة والبطاركة النسطوريين، لكن أيضا تلك العائدة للرهبان، رؤساء الكهنة والبطاركة الكلدان.
نجدهم ضمن الكنائس المختلفة للدير وخاصة ضمن كنيسة الثالوث الأقدس، الأكثر قدماً، تتألف الكنيسة الجديدة من مستويين مخصصين لرؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل وكذلك للمبشرين، وأخيراً توجد الكنيسة السفلى.
من دير إلى آخر
أقنعت الصعوبات الدائمة التي تعرض لها أجيال عدّة من الرهبان في هذا المكان (دمار إجرامي، زلازل،…) البطريرك الكلداني جوزيف أودو السادس (1847-1878) بإنشاء دير جديد على سفح الجبل، على أبواب ألقوش، على مرأى من بعضها البعض. تم الانتهاء من بناء سيدة الحصاد عام 1858. وفي هذا الدير الجديد دُفن البطريرك أودو. يضم دير سيدة الحصاد إحدى أهم المكتبات الكلدانية التي بُنيت بما تم إنقاذه من الربان هرمزد وتطورت مع مرور الوقت ويتم الوصول إليه بسهولة أكبر وهو أكثر حداثة، وأكثر تكيفاً مع احتياجات الحجاج والزوار.
أخبار
في الآونة الأخيرة، أجبرت السلطات الكلدانية على اتخاذ تدابير الحماية اللازمة للناس والتراث خاصة بعد الضغط العسكري الذي تمارسه داعش وخطر الغزو، وبوجود المهاجمين على بعد بضعة كيلومترات فقط من ألقوش.
معرض الصروح الأثرية
المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الصروح الأثرية
صور عائلية، مقاطع فيديو، شهادات، شاركونا ملفاتكم لإغناء موقعنا
أنا أشارك